خسرت الرهان
بقلم الشاعر إدريس العمراني
في هواك أصابني ضر كيف أنساه
زادني الغياب شوقا فأصبحا ضران
عليل النفس و البوح أكتمه بين الشفاه
وحيدا أكابد الحنين و ظلم الزمان
إذا الليل زارني يشتد الحنين و الآه
يزيد النبض في الفؤاد و الخفقان
و إن طل شعاع الصباح دونك لا أراه
تلفني فيه نيران و أشواق وحرمان
سجين العشق كيف يطيب هواه
و كيف لطائر البراري عناق القضبان
لا الأرض تأويه و لا الفضاء مأواه
حبيبة قلبي أنت القاضي و السجان
الجسم عليل و ثقل الهوى وا أسفاه
ضري في الاحشاء يمزقه الكتمان
و نزيف الفؤاد يسيل في كل اتجاه
حالمة في نظراتك رقيقة الوجدان
و سر جمالك كامن بين الخد و الشفاه
عجبت لك كيف تجمعي ببن الضدان
وداعة و رقة و تمردك بالغ منتهاه
عشينية مكتملة النضج كغصن البان
حرة النظرات لا تخشين كلام الأفواه
غيرتي عليك حبيبتي فاقت الذوبان
و غرامك تملك النبض و الخفقان
الروح روحي لكن القلب أنت مولاه
هذا حبيب قلبك هل أشكو ظلم الزمان
أم هل منك أشكو حر الذل و الهوان
و من تمادى في الظلم عليه أن يخشاه
راهنت على الظفر و دخلت الامتحان
حسبت الطريق ورودا و الشوك لم أراه
فكانت النتيجة أنني خسرت الرهان
فما أقسى الهجران و الظلم إذا تلاه
لبست ثوبا لم يقيني من برد نيسان
أواجه وحدي صقيع الهجر و الحرمان
بالصمت كمجون يهيم في كل اتجاه
غالية هي النبضات إذا غطاها الأمان
رخيصة هي الدموع على أرض الخذلان
ادريس العمراني