تقولينَ (12)
بقلم الشاعر د. أسامه مصاروه
تقولينّ إنَّ المالَ ملْحَمَةُ العصْرِ
فلا قيمةٌ فيهِ لمُلْتَحِفِ الفقْرِ
ولا قامةٌ إلّا لمُكْتَنِزِ التِبْرِ
فهلْ نشتري قصْرًا بكنْزٍ مِنَ الشِعْرِ
أقولُ لعلَّ الْحُزْنَ يسكنُ في القصْرِ
ونحنُ نَدْري ما يعْتري القصْرَ من شرِّ
ولكنَّ يُسرَ اللهِ يأتي معِ العُسْرِ
كما أنَّ نصرَ اللهِ يأتي معِ الصبْرِ
تقولينَ قلبُ المرْءِ يُفْتَنُ بالدُرِّ
وتنُزَعُ منهُ فطْرَةُ الوُدِّ والخيْرِ
فيلْجأُ من أجلِ المصالحَ للمكْرِ
كذلكَ قولِ الزورِ حتى إلى الكُفْرِ
أقولُ بأنَّ المالَ ليسَ بذي أمْرِ
ولا شأْنِ إلّا عِندَ عبْدٍ مُسَيَّرِ
ولكنْ ضميرُ المرءِ ذي الموْقفِ الحُرِّ
فلا ينْحني يومًا لِفِتْنَةِ الْخُضْرِ
تقولينَ إنَّ الانتِماءَ شذا الزهْرِ
يفوحُ حنينًا في فؤادِ مُهجَّرِ
فكيفَ إذًا يسعى الأميرُ إلى وكْرِ
خبيثٍ لئيمٍ قدْ تميَّزَ بالغَدْرِ
أقولُ إنَّ الصلَّ يكمُنُ في الجُحْرِ
ويعْرِفُ من يصطادُ من ثُلّةِ الخَمْرِ
يبيعونَهُ الأوطانَ والناسَ بالنَزْرِ
وهم يشتَرونَ الخِزْيَ والعارَ بالعُهْرِ
تقولينَ إنَّ النذلَ يُكْسَرُ بالجرِّ
وجرُّ أميرِ القومِ بالخِزْيِ والكسْرِ
تُجَرُّ أيا نذلًا لأَنْتَنِ منظَرِ
فيا ليتَ شِعري ما الذي عِنْدَهُ يُغْري
أقولُ تبوسَ النعلَ دعمًا لِمُفْتَري
لِمنْ دنَّسَ الأقصى ودنَّسَ منْبَري
غريبٌ عجيبٌ أمرُ ذاكَ المُسَخَّرِ
لِخِدْمَةِ أعداءِ العُروبةِ بالْجهْرِ
تقولينَ ميزانيَّةُ القصْرِ لو تدري
تفوقُ كثيرًا ما يُخَصَّصُ للْقُطْرِ
إذا كنتَ لا تحتاجُ مالًا مدى العمْرِ
لماذا إذًا أصبحْتَ عبْدًا مدى الدهْرِ
أقولُ بأنَّ الأصلَ يدعو إلى الفخْرِ
وحتى الأميرُ العبدُ عبدٌ لدى الفُهْرِ
وكلُّهُمُ طبعًا عبيدٌ لدى الشقْرِ
فيا ويْحَ قلبي منْ شقارٍ ومنْ سُمْرِ
د. أسامه مصاروه