الشقة رقم 7
جمال عتو
طلبت مني العمة العجوز بالحي العتيق أن أقرأ عليها إحدى قصصي القديمة، تأثرت، كفكفت دمعها بمنديل شفاف كئيب.
مازلت مدينا لطفولتي ، يستهويني الركوب على الأرجوحة .
وددت أن أكتب عن أدولف هتلر ، لكن نظراته المرعبة تربكني كثيرا فأحتار من أين أبدأ الكتابة.
عندما ينمو حفيدي قليلا سنلعب معا " غميضة " سنكون حينها طفلين في سن مماثل.
عثرت بالدولاب على ستة عشر جوربا متباينا بألوان الطيف، لطالما وضع العزاب لا يسر الناظرين .
للقلم عند الغاوين سحر مبين ، وللأوراق العذراء غنج ودلال .
رافقت ذات صباح أصدقاء مهووسين بالصيد فوق صخور البحر ، جلبوا مساء سمكا طازجا وجلبت ثلاثة قصص قصيرة البحر العملاق أديب ماهر .
صديقي الطفل يلح على مرافقته إلى سوق الخردة و المتلاشيات القديمة ، أرى في صديقي الصغير مشروع عالم آثار .
لن نموت مرة واحدة ، نموت أمام الحرمان ودهشة اللحظة وسفر الحب ، أمام الانتظار ، ولا يبقى فينا إلا بعضنا يرتقب .
الحلم محتال داهية ، يزور لحظة ثم يتسلل ليلا إلى وجهة غير معروفة .
الطفل الذي يسكن في يدعوني إلى ازدراد خبز مغمس في الزيت المحلى .
الشقة رقم 7 تحفزني على قراءة أعمال فرجينيا وولف والإنصات الى ناي أرغونر .