---سراب وعتاب---
بقلم الشاعر عزاوي مصطفى
بِالْقَلْبِ آلَامٌ وَبِاللِّسَانِ عِتَابُ
و عِشْقُ الْمَلِيحَةِ قَدْ طَوَاهُ كِتَابُ
الْعَقْلُ أَوْثَقَ بِالْمَرَارَةِ قَيْدَهُ
والقَلْبُ هَشٌ عِشْقُهُ يَنْتابُ
وَالْحِسُّ نَامَ مُنْذ أنْ فَقَدَ الصَّدَى
وَأَعْلَنَ فِي الْعُمْقِ أَنْ قَدْ سُدَّتِ الأبْوابُ
لَوْ كَانَ يَعْلَمُ بِالغَرامِ فَنَاءَهُ
لَوْ صَدَّهُ اللَّظَى وَلَمْ يَخُنْهُ حِسَابُ
وَلَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ مَنْ وَطئ الْحِمَى
شَكْوَى غَرَامٍ قَد سَبَاهُ غِيَابُ
حُبِّي رَضِيعٌ قَدْ تَعَالَى صَوْتُهُ
وَكَأْسُ الصَّبَابَةِ فِي يَدَيْهِ شَرَابُ
مَالِلْفُؤادِ مِنْكِ قَدْ جَحَدَ الْهَوَى
وَأَغْلَقْتِ الطَّرِيقَ أَشْوَاكٌ وأَعْتابُ
إِلَيْكِ وُرُودِي بِالدُّمُوعِ سَقَيْتُهَا
وَبَاقَاتِ زَهْرٍ مِنَ الْأَمْسِ خَلَّابُ
ذِكْرَايَ مِنْ ذَاكَ السُّلُوِّ تَنَاسَلَتْ
والعِشْقُ مِنْ وَقْدِ الهُيامِ هَبَابُ
قَدْ نَادَيْتُ أَنَّ الْجَفَاءَ أَذِيَّةٌ
وَأنَّ صَرْحَ البِعَادِ خَرَابُ
عَارٌ عَلَيَّ إنْ بَرِحْتُ سَمَاءَكِ
وَشَطَّ الْهَوَى وَغَابَتِ الْأَسْبَابُ
فَهَلْ لِي مِنْ فَيْضِ النُّفُوسِ سَمَاحَةٌ
ألَا يَذَرُ الْخَطِيئَةَ التَّوَّابُ
أَرَى الْحُبُّ فِي عِزِّ الظَّهِيرَةِ يَغْتَدِي
وَرِضَا الْأَحِبَّةِ فِي الْهَجِيرِ سَرَابُ
عزاوي مصطفى