السبت، 2 أكتوبر 2021

Hiamemaloha

رواية عبور البحر الأبيض المتوسط الجزء 9 للأديبة سميا دكالي

 #رواية_عبور_البحر_الأبيض_المتوسط 💦

بقلم الأديبة سميا دكالي

الجزء التاسع

تحكي الرواية عن حياة فتاة عاشت في ظل أوضاع أسرة مغربية تقليدية....تحكمها تقاليد وعادات المجتمع التي ظلت تحت رحمتها.... مما عاق دون تحقيق أحلامها... إلى أن وجدت نفسها قد  عبرت البحر الأبيض المتوسط باتجاه مارسيليا.... حيث ضاع ابناءها هناك، وهم عرضة تياره الذي جرفهم للغوص في حياة ما كانت من أصلهم.


#الفصل_الأول      (في المغرب )


#الجزء ٩


لم أخرج من غرفتي، بل أتت عندي أختي مريم تهنأني وتخبرني أنهم قد ذهبوا بعد أن اتفقوا على أن يعجلوا بيوم زفافي، الذي غالبا ما سيكون في عطلة الربيع الآتي. سأسافر معه بعدها إلى أوربا. لم أتفوه بكلمة لفرط اندهاشي، لا أعرف ما يجري حوالي. كيف للزمن أن يستعجل بأخذي معه أنّى شاء؟


فانا مازلت كنت أريد أن أخرج للحياة وأستكشف عوالمها، وما زالت صورة ابن حينا تراود مخيلتي أحيانا. فكم من مرة ابتسم لي وبادلته إياها بكل براءة وحياء، لن أكذّب أحاسيسي فقد شعرت بانجداب نحوه وروحي هفت إلى روحه، أكيد هو الآخر نفس الشعور وإلاّ لما كان اختفاءه في هذا اليوم الذي خطبت فيه، لم أجده واقفا في الشارع المقابل لبيتنا. كعادته يراقب نافذتي بكل شوق وفضول، وكأنه علم أن أحدهم قد جاء ليسرق حلمه الذي طالما رغب في الحصول عليه. 


كان إسمه أحمد يقطن بحينا. يتابع دراسته الجامعية لم يبق له كثيرا لينهي دراسته. ما علمته أنه في السنة الأخيرة وبعدها سيبحث عن العمل، من أسرة متواضعة ومتدينة. فكم من مرة صادفت أمه وابتسمت في وجهي، مخبرة إياي أن أبلغ سلامها الحار لأمي وداعية لي بالحياة السعيدة. 


هو القدر لن يرسم لك بريشته كل ما قد تتمناه، بل يأتيك بما لم تكن تتوقعه ولا رسمته في مخيلتك ليصادفك به. فلا  يكون لك إلا أن تسايره غصبا. ربما قد تتعثر في طريقك بما أنت كنت قد رسمته وعشت تحلم به، لكن لن يدوم سوى لحظات ليختفي هذا إذا داعبتك ريشة القدر وابتسمت لك، نِمتُ تلك الليلة وأنا أفكر في ابن حينا متخيلة إياه أنه من جاء لخطبتي، وابتسامة عريضة على محياه، وأنا بدوري متلهفة لسماع رد أبي. كم هو حلم جميل سيظل قيد الانتظار فقط على جدار ذاكرتي سأحتفظ به، وأتخيله كل حين وحين لأبتسم رغما عني وحسرة في قلبي متقدة.


حاولت النوم ب بعد لأي، وأنا أشعر كأني غريبة عند أهلي، وأن ذلك المكان الذي ولدت فيه وترعرت فيه لم يعد مكاني، مما جعل الخوف يطرق باب قلبي، هو خوف من مجهول ينتظرني وسؤال يراودني:

هل سأستطيع التعايش مع شخص لا أشعر اتجاهه بأي شيء؟ فأنا ما شعرت نحوه سوى بغربة تملأني، ومشاعر جافة تجمعنا. ربما سيكون زواج فقط لانه لابد منه، حتى نرضي أعرافنا التي توارثناها أبا عن جد، وحتى نحافظ على مظهرنا أمام الناس. 


       #سميا_دكالي


(يتبع)

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :