دفء الكلام
بقلم الشاعر عبد الحفيظ بوعلي
دفء الكلام ببعض الحب
قد ينبي
لكن يقينا لا يكفي
قد يفضي ببعض ما أبدي
فكيف وأكثر الشوق ما أخفي
أنا امرؤ أجفو من جفا
وأصفي الود من يصفي
أقابل الإكرام بالكرم
وأوفي الحق من يوفي
ولكن أحبة لي عن الدنيا رحلوا
وحبهم في القلب أقوى مما أصف
مضوا دون أن أودعهم وبقيت
وحيدا بين صروف الدهر أرتجف
كيف أمكن أن أحيى بدونهم
وكيف تمضي الأيام بعدهم ولا تقف
بِحُبٌي أحاول الآن أخبرهم
تعود لي كلماتي وأنا خذلان أسف
تقول لي كان لديك فيما مضى زمن
يكفي لتخبرهم قبل أن ينصرفوا
وحبك قد فضحته عينك فبدا،
فلا تحزن إذن فهم قد عرفوا
دعواتك اليوم بالرحمات تلحقهم
وبالنجاة إذا هم على السراط قد وقفوا
واذكر أنك يوما ما ستلحقهم
وتدلف أنت أيضا من حيث هم دلفوا
سريعا تمضي أعمار الناس
أجداث في الفلا وما كانت سوى نطف
تساوت لا نعيم مضى يجدي
وما هَمَّ أَنَّ العيش فقر كان أم ترف
وما كنت أنت من غَنًّى يوم مولدك
بل كانت تلك بهجة أهل لك قد سلفوا
وها قد مضت بك الأيام بعدهم
و لمن مضوا صرت أنت الخَلَفُ
وقد جئت تشكو لظى الأشواق
ومَسَّكَ يُسْرٌ بِعُسْرٍ كاد يأتلف
نقول قدر الله يمضي بحكمته
ويقول غيرنا بل هي الحظوظ والصُّدَفُ
مضت بك الأيام رتيبة مشيتها
عن سير من مضوا لا تكاد تختلف
عبد الحفيظ بوعلي