أطواقُ الحنين
بقلم الشاعرة فداء حنا
في حضرة البوح
يكون لنا حبرٌ من نورٍ ونار
تشعُّ كلماتُنا حتّى تظنّ أنّها
شمس النّهار
يعتلي القمر قبّةَ المجدِ
ويغازلُ خيوطَ الشَّمسِ
ويكونُ البوحُ بين دجى اللّيل
وضوء النّهار
في حضرة البوح يهمسُ الفؤادُ
بما يجول في خَلَدِه لمعشوقةِ النّهار
فتتورّدُ بتلاتُ أزهارِ شقائق النّعمان
خجلاً وابتهالاً
ناسكُ محرابِ الحبِّ يتلوّى
في ابتهالات اللّقاء مع شعاع أملٍ
يلوح بظهور خيوطِ الفجرِ
وانكشاف السّماء
يغتسل البوحُ بماء الوردِ المعتَّقِ
في زجاجةِ الحنينِ
وينثرُ الأشواقَ بينَ حينٍ وحين
كلماتُ العاشقين تسجد مختلسةَ السَّمع
لها سنابلُ الحبِّ المنثورةِ
على بيادر الهوى
تنتظرُ أن تجمعها سواعدُ المحبّينَ
لتصنعَ منها رغيفَ الحياةِ الممتلئةِ
بالسّعادة بعيداً عن الأنين
على شطآن البوح يتطايرُ زبدُ الموجِ
يزيّنُ أصداء صوت العاشقينَ
فتكونُ حوريّاتُ البحرِ
عندَ أعتابِ الكلماتِ
تغزلُ مواعيداً للهوى
وأطواقَ لؤلؤٍ
مرصَّعٍ بزهرِ الياسمين
فداء حنّا
٢٧/١٠/٢٠٢١