# كُنَّا هُنا حُلماً
بقلم الشاعر أكرم عبد الكريم ونوس
------------------- من البحر البسيط
يا مَنْ هواكِ رُؤى نَفسي وَمِشكاتي
وَقِبـلَتي ، وَبِـهِ ضاءَتْ مَناراتي
وَكان للروحِ إِمّا هاجَها شَجنٌ
حِبرَ اليَراعِ وَزيتاً في السِّـراجاتِ
لَولاهُ ما فاضَ لي حِبرٌ على وَرَقٍ
ولا نَزَفتُ دُمـوعاً من يَراعـاتي
قَدْ كُنتِ بالأمسِ أَغلى ما أَتوقُ لَهُ
وَأَنتِ أَغلى لَديَّ اليـومَ مـن ذاتي
قاسَمتُكِ الحُبَّ نَوعَيهِ ، فَأَعذَبُهُ
في خافِقَيكِ ، وفي صَدري جِراحاتي
خُلُوُّ قَلبكِ مِن نارِ الهَوى غَجبٌ
كَأَنَّـهُ قُـدَّ مِـنْ صَـخــرِ الـمـجَـــرَّاتِ
تَرَكتُ في مَجمَرِ التَّذكارِ خافِقتي
تـكـادُ تحـرقً جَفـنَ الليـلٍ أَنَّاتـي
وَجِئتُ أَبحثُ عن روحي الثي غَرقَتْ
في بَحرِ عَينَيكِ إِذْ حَطَّمتِ مَرساتي
كُنَّا هُنا حُلماً تُضفي مَباهِجُهُ
علـى الـدُّروبِ حَكايـانا الجَميــلاتِ
فَسُرتٌ في رحلَةِ الآمال يَحملُني
شَـوقٌ حَثيثٌ إلى دَوحِ المَسـرَّاتِ
أَسلَمتُ أَشرعتي للريحِ تَدفَعُها
لا الريحُ رَقَّتْ ولا آبَتْ شِـراعاتي
لكنَّهــا رِحلَـةَ الأَيــَّامِ سائِـرةٌ
شاءَتْ أَمانِيَّ أَم خابَتْ نِداءاتي
أَظلُّ أَلمَحُ ذِكرانا على وجَعٍ
أًعتِّـقُ الحُزنَ في أَدنانِ آهـــاتي
لا تُجهِضي حُلُماً في الجفنِ هَدهدهُ
ولا تَكوني سَرابـاً في مَسيـراتي
فالرُّوحُ تَصيو إلى أَرضٍ حَللتِ بها
وَغُربَـةُ الرُّوحِ لا تُنهي مُعاناتي
لَولا سَنا ثَغرِكِ الدُّريُّ ما طَلعتْ
شَمسي ولا ضَحِكتْ فَجراً صَباحاتي
وَلا تبـسَّـمَ بَـرقٌ فــي دُجَـنَّتِــهِ
وَلا استَراحتْ إلى زَهرٍ فَراشـاتـي
*** شِعر***
*** أكرم عبدالكريم ونُّوس***
*** سوريا***