الرحيل الحَتْم
بقلم ااشاعر أبو نعيم الشعبي
دَعيني أجُوبُ الأرضَ ظَعْناً فإنَّني
سَئِـمْـتُ عَذاباً واغْتِـرابـاً بِمَوْطِني
دَعيني، فأرضُ اللهِ واسِعَةُ المدى
لأبْحَثَ عَنْ دارٍ أليـفٍ ومَسْكَـنِ
وأتْركَ داراً أوْحَشَتْني ولَمْ يَعُدْ
بَقـاءُ صِغاري في حِمـاها بِمأمَـنِ
بَلى، إنَّها "الخَضْراءُ" لكنَّها ذَوَتْ
وأجْدَبَ فيها كُلُّ خَصْبٍ ولَـيِّنِ
وأصْبَحَ فيها المَوتُ سَهلاً نَوالـهُ
ولكِنَّ نَيْلَ العَيشِ لَيسَ بِمُمْكِـنِ
نَظَرتُ مَلِـيّاً في ثَراها وبَحرِها
فَلَمْ أرَ فيها أيَّ شَيءٍ يَسُرُّني
وقَلَّبْتُ طَرْفي في سَماها فَلَمْ أجِدْ
بها غَيرَ غَـيْـمٍ كـاذِبٍ مُتَـلَـوِّنِ
فَكَيفَ أذوقُ الشُّحَ منْ كَفِّ بَلْدَةٍ
ويُعطى نَداها كُلُّ غِـرٍّ وأرْعَـنِ
سأرحلُ عَنها اليَومَ حتْماً وإنْ يَكُنْ
عَلَـيَّ فِــراقُ الـدَارِ لَـيسَ بِهَـيِّنِ
دَعيني ففي التَّرحـالِ نَفْعٌ ورُبَّما
تَطِيبُ حَياةُ المَرءِ مِنْ دُونِ مَوْطِنِ
________________
شِعْر أبو نعيم الشعبي