.... شهداء الغدر ....
بقلم الشاعرة بيسان مرعي
من أين أبدأ والكلام .... توقف بين الحنجرة واللسان
غصت حروفي ونزفت ... وجعا مزق في الكيان
فاليوم شعبي أعلن ... الحداد، رفع راية الاحزان
بكى الحجر والشجر ... ناحت الطيور في الوديان
ذهول، صدمة، حيرة ... تلاشت الأبجدية معلنة العصيان
بكى الشعب حتى جفت ... الدموع، في العين والاجفان
رثوا شبانا ثلاثة قضوا... برصاص الغدر والطغيان
خرجوا من بيوتهم بأبهى ... حلة، كأنهم ثلاث عرسان
توجهوا لحمل نعش ... الصديق، كالأبطال الشجعان
لم يعلموا أن الغدر ... متربص بهم كأقذر حيوان
وانطلق رصاص الحقد نحو ... قلوبهم ورؤوسهم بثوان
وارتقى محمد شهيدا، لحقه... عمر وحسين شهيدان
برصاص جبن وحقد ... رصاص مجرم فاجر خوان
أزهق أرواحا بريئة ... أحرق قلوب أمهات وأخوان
ارتقى محمد شهيدا ... ارتقى رمز الخير والاحسان
ارتقى تاركا طفلتين ... فمن يكسوهن اليوم بالحنان
من يعيد البسمة لهما ... من يغدق عليهما بالأمان
رحل محمد تاركا ... قلب أم اكتوى بالنيران
وأب يبكي بحرقة ... تقرحت بنفسه الأشجان
فمن أين أبدأ بالكلام ... ومن أرثي من الفتيان
وكيف لحروف كسيحة ... رثاء من مات فدى الاوطان
وترجل عمر وحيد أمه... وارتقى للعلا مع الفرسان
الى رحمة الخالق ارتقى ... ليفوز في الجنة بالحور العيان
وأبى حسين إلا أن ... يلحق بأغلى الرفاق والخلان
ارتقى حسين شهيدا... فهنيئا لك يا حافظ القرآن
محمد، وعمر، وحسين ... فاح مسك الشهادة بكل مكان
لله در الدم الذي سال ... أحمر اللون كشقائق النعمان
فوداعا شهداؤنا الأبطال ... الى نعيم مقيم في الجنان
وهنيئا لكم في الجنة ... صحبة خير الانام العدنان .
بقلم : بيسان مرعي