بقلم الشاعر إدريس العمراني
بلغها يا ساعي البريد
بلغها ألف تحية و سلام
و ما يكفيها من الحب و الاحترام
بلغ من هان عليها الدمع
من كانت للوصال تتمنع
أن حبل الوريد تقطع
و جرح الحنين نما و توسع
شربت هواها مرا
ناديتها سرا و جهرا
شربت هواها قهرا
لا القلب ارتوى
و لا هي تصغي و تسمع
بلغ قاتلتي ان الحواس تعطلت
و الصبر لم يعد ينفع
جاء الربيع و استفاق الحنين
عام على أعتاب الغياب
عام في الهجر و العذاب
عام في انتظار الجواب
لا نجوم السماء ذكرتها
لا نسائم الفجر بلغتها
لا رسائل الشوق هزتها
ضاق الصدر بالهجر و الفراق
نسيت ليالي الأنس و العناق
غاب بتالبوح و غابت الاشواق
لو كنت أعرف أن حبها قاتلي
لو كنت أعرف أن قلبها ليس لي
ما عانقت سفينة الهيام
و لا جرتني عواصف الأوهام
بلغها ان هجرها علمني
كيف تقرأ طلاسيم الغرام
كيف تكتب الأشواق في الظلام
و كيف ترتوي الاوجاع و الأسقام
بدمع الحسرة و الندم
هذا ما جاد به الفؤاد و القلم
على هجر بلا نزاع و لا خصام
ادريس العمراني