"هواجس مرئية "
بقلم الشاعر سامر برقيو
كأني أراني هناك
حيث تنفث الأجساد سمومها
دخانا من بلور يعصف بالأنظار
مطأطأ الهامة أعتزل المشاعر
أداري الإنهيار القادم
من هوامش الاستهتار
كل الوجوه تستجدي الأعذار
بأقنعة زائفة تجيد الإبهار
ووجهي الداكن يرفض الانصياع
لرغبة جاورتها عند الاحتضار
قوافل من كل الألوان
تعدم بجلبتها صمت المكان
تصطدم الأرواح من بعثرتها
تذل الذوات وتسقط الأعمار
كأني أراني بعين الأسى
أغادر الجموع بغير هدى
أمخر عباب الضيم منفردا
تقودني الأقدار حيث تريد
لم يعد يفيد الإنتظار
استبيح لذة الترياق
في هذا الجسد الخجول
أرسم مشهدا يختم مقطع الذكرى
يغتصب دموع الأمل الباردة
جثة معلقة في الباب الخلفي
لمعبد الانكسار
كيف أصحو من غفوة
الأمس نحو الفلاح؟
متى تشرق في كينونتي
أنوار الصباح؟
أين أقبر عثراتي و وجه المزاح؟
قطعا لن الازم موطن الأحجار
وفي صدري انفاس متأرجحة
بين الهذيان على عتبة الجنون
و الانقياد بين الحشود
نحو المجهول قطعة ضائعة
بين الحبات تطاوع الإعصار
لا شيء يوقف الغيمة الحزينة
غير السقوط طوعا بالأمطار
هواجس مرئية في المساء تبعثر
استقامة الصباح بدون إنذار
الطبيعيُّ أن تحسمَ النهايات
خلطةُ الأقدار...
سامر برقيو