مرارة الهزيمة
بقلم الشاعر منير سويسي
أنا الذي بحثت في دفاتري القديمة
عن شعاع من النّورفلم أجد سوى
تاريخ مظلم ملطّخ بصورة الجريمة
حيث ما عاد البلبل يشدو
و الورد يذبل وعلى خدّيه صفعة
من مرارة الهزيمة
هناك خصوا الرّجال واغتصبوا النّساء
وأجهضوا مولود الحرّة الشّمّاء
وصيّروها من بعد خصوبتها عقيمة
فلا أبطال يولدون
ولا رجال يثأرون
والكلّ من كأس المذلّة يشربون
ولا زالوا يفتخرون بأنّهم ينتسبون
لأمّة عظيمة
بكوا على أطلالها حتّى
ماعاد أطلال يبكى عليها
وجفّت في مآقيها الدّموع
فاستبدلوا البكاء بالرّكوع
في محاريب الذّلّ والخنوع
ومازالوا يتوهّمون بأنّهم من كتبوا التّاريخ
ومن علّموا الدّنيا الحضارة
لكنّهم لم يتقنوا سوى لغة المذلّة
والمهانة والحقارة
وعبارات اقتبسوها من قاموس
كذبة السّلام
غير أنّني رأيت من وراء غبار الذّلّ نورا خافتا
يشقّ شعاعه عتمة الظّلام
ويسلّ سيفه في وجه من جاؤوا
بأكذوبة السّلام
ويكتب التّاريخ من جديد
على كفّ السّماء
بأحرف من الدّماء
ويصنع الخلود
منير سويسي 28 جوان 2022