أما زلت بقلبك
بقلم الشاعرة نسرين عمرو
إن العقلاء يرغبون بالمعرفة والإطلاع على الحقائق حتى لو كانت لا تتصل بهم ،
فكيف إذا قلت لك انك الحقيقة الثابتة في حياتي، وأنك الحب الابدي الأزلي بوجداني ،
في بادئ الأمر لم أكن أُبدي شغفي بك ولا في معرفتي إياك،
كنت اخفي ملامحي وسر ابتسامتي عن أي أحد عندما أراك يا أرق من عود الإراك،
لم يكن الأمر يهمني حينها بقدر ما كان يثير فضولي سؤالاً يتكرر في ذهني دائماً مرات ومرات
لماذا انت؟!!
لماذا ينتابني شعور لايشبه أي شعور عندما اراك،
كنت اتساءل كيف لعقلي أن يثبت لقلبي أن الفكر الذي يراوده مختلف تماماً عن الشعور الذي يعتريه ،
لكنه في الحقيقة لم يكن مختلف، بل كان هو من يرسل الإشارة إلى قلبي كي يتجاوز كل شيء واي شيء من الممكن أن يعيق لديه رؤيتك ،
أدركت حينها أنني أحببتك ،وأن هذا الشعور المهيب سجين نبضي ، وأنه خالد مخلد بوتيني لن ينقطع مهما زرى به الشعور وعصفت به الرزايا ،
أتذكر كيف كنت اتلهف رؤيتك عند كل طريق تخطوها ، وفي كل مقعد تجلس فيه ، حتى ذلك الفنجان البالي الذي احتسيت به قهوتك لم يكن بوسعي أن القي به مع بقية الفناجين التالفة ،
اتعلم لماذا؟؟
لأن بقايا ما تبقى من ريقك وآثار قهوتك لا زالت عالقة به ، لمسة يدك الدافئة فوق مقبضه،
كانت نظراتك الساحرة لوجهي تخطفني
كما يخطف البرق بسرعته البصر ،
لم يكن يهزمني شيء في هذه الدنيا سوى ابتسامتك المشرقة،
وعطرك الآخاذ الذي يمثل لي رائحة الحب ويجذبني أكثر من أي قوة مغناطيسية من الممكن أن تجذب أكبر كرة من الحديد،
تفاصيل صغيرة عشناها معاً، واحداثاً كثيرة لم تسرد بعد ، وحب كبيير لك بالقلب لم يقص أمام احد،
منحتني السعادة كفراشة تحوم فوق بستان زهور ومنحتك الأمان كطفل لا تغفو عيناه آمناً إلا في أحضان امه،
أنا وأنت كنا...نرى العالم من اعماقنا، ونصنع السعادة بابتسامتنا ، ونهدي الحب على اطباق الفرح ،
ففي داخل صدر كل منا مضغة صغيرة تنتج هذا الشيء الجميل ما يسمى بالحب،
أما الآن ... ... آآآآآآه على الفراق و ألم الغياب وحرقته
صمت طويل متكئ على جدران الغياب تسحقه
نظرة حزن قاتلة
يحكي لها ما كان منا ويلمح في اروقتها ظل سعادتنا المختفية، وصوت ضحكاتنا الخافتة، واحاديثنا المفقودة،
سائلاً إياك عني في حضرة الغياب
أما زِلتَ للآن بقلبك
أم زُلت منه؟!!
#نسرين_عمرو