هروب مؤقت/ناريمان معتوق
منذ أيام أعلنت الوقوف والصبر أمام طموحاتي
وأحلامي التي ضيعتها وغموض يلف بي
فتحت نافذتي شرعتها للنسيان
علّي أقف في يوم مولدي
كأني ولدت من جديد
وسنيني المؤلمة تلك أعفيها من لومي وعتابي
يوم عانقتني بقوة وحملتني نحو مرآة أحلامي
تحاول الضحك من سنين عجاف مررت بها
تحاول أن تضحك أكثر عليّ
كأن لسان حالها يقول لي ها أنت هنا
بعدد السنين التي مررت بها
الحزن بادٍ على وجهك
وتعاريج العمر والزمن تقيدك
وحكايات من ألف ليلة وليلة تعاتبك
ها أنت بعدد كل هذة السنين
التي قلّبت فيك المواجع ما زلت كما أنتِ....
ما زلت نقية الروح تفرحك أبسط الأمور
كفنجان قهوة ساخن مع من تحبين
أو الجلوس قرب النافذة
تفتشين عن أحجية تحاولين حل لغزها لاحقاً
أو أن تهرولي خارجاً هروباً مؤقتاً
تنظرين إلى الطبيعة والعشب وأسرار الحياة
نعم الحياة لا تعطي للإنسان كل ما يريده
في بعض الأحيان نطلب الحب من عدم
كمن يستجدي من سراب
نعم الحياة بكل ما فيها من ألم مواجع
وحروب مع الذات
تأخذنا حيث البساطة أكثر لنفرح
رغم كل الحزن القابع داخلنا
تأخذنا حيث الحرية تلون لنا بعض الحقائق المرة
كي لا نتوه يوماً
وكي لا نكون عبيداً للكلمة
التي تجرح عناويننا الجميلة،صفائنا، أحلامنا
نعم كل شيء تغيّر وتبدّل
كل شيء حتى الضحكة التي نرسمها على وجوهنا تتعبنا في بعض الأحيان
فالحياة كذبة والواقع مجرد وهم
نمر مرور الكرام كي لا نجرح أحلامنا
التي يخدشها الحياء مراراً كالوقت المسروق
نعم كل الحكايات لم تعد لها معنى الصدق والحب
باتت مزيفة كزيف بعض البشر
نعم كل شيء تغيّر.....
(هروب مؤقت)
ناريمان معتوق/لبنان
28/8/2022