على شط الصبر أحسب دقائق العمر.تحملني سفينة الحياة مرغمة على معايشة التيار..لا شيء يمر في الحياة عبثا .حتى تلك التعترات الصغيرة و أنا صغيرة أستحضر تفاصيلها...
سهل أن تتكلم عن الصبر حين لا تكون أنت المصاب.و الصعب أن لا تجد الكلام لتواسي نفسك بنفسك و أنت في بحر المعاناة.الطريق لا يكون دائما معبدا و سهلا.بعد رحلة عمر من الحب و العطاء وجدت نفسي وحيدة أقاوم التيار.ماذا أحصد و سنوات العمر مرت عجاف.ليس من الضروري أن أحكي .و في تجاعيد الوجه و لون الشعر ما يكفي.
كنت أعرف أنه سيأتي يوم أجد نفسي خارج اللعبة.تحت سماء غاضبة و رؤيا غامضة.عاجزة عن الخروج من دائرة الصمت.كل شيء پجانبي أصبح فاقد اللون و الطعم و الرائحة
سوى أوراق بالية أحملها بيدي المرتعشتين يحملني إليها الحنين.وحدها لا زالت تحمل عطر أيام كانت.؟ أما غيرها فكل شيء جامد بلا روح
أين رفيق الروح
أين الزوج
أين الأبناء
أين الرفاق
كل شيء قابل للتغيير و التجديد.. إلا أن يصبح خريف العمر ربيعا هيهات و هيهات
.سنين العمر الطويلة أصبحت أراها مجرد أرقام.و فصولها أصبحت فصلا واحدا.يتموج في بحر الأوهام.و رماد الأيام
ها أنا على نفس الأريكة التي شهدت زهو العمر..أعيش خريفي في غياب طيور هاجرت و لن تعود .توالت الصفحات و تغير كل شيء إلا كرسي يشهد على تفاهة الأيام
حاملة في قلبي حقيبة الماضي تدفعني جرأة الحنين و الفضول
استفاق جرح الأمس كالسم المعسول أقدام غطاها غبار الزمن هاجمها الموج و تنكرت لها الفصول
أين أنا من همسات الغروب كنت أحسبها بهجة أيام لا تزول . عم الصمت بين أرجاء المكان و انتهى ما كان
ادريس العمراني