عاشقة المطر
بقلم الشاعرة أمل مصطفى الخواجة
هطول شفيف
أواخر المساء
نجمة تختفي خلف قصيدة
قمر يرقبها .
من هنا ..من هناك ..
من خلف أروقة السحاب
وقلبي مبلل بندى الغياب
أتبكي الشمس ؟
أم بين الرضاب تغفو؟
أم أعلى الهضاب غيث آخر ؟
كأن القصيدة تطفو
على سحر اللحظة
أصوات تتهادى
على صمت المعنى
حتى ترنم الناي عزفا
طغى بعذوبة
على سمفونية المطر
أربك الامكنة
أيقظ همسات الحنين
وعصافير الدوري..
والسنابل تسرح ضفائرها الذهبية
مع مواعيد الإخضرار
هطول شفيف
ومازالت مقفرة صحراء الروح
نافذتي عالقة..
سجينة بين أسلاك شائكة
تطويها الأحزان
أمي أيقونة .
عاشقة للمطر
دعاؤها يعانق السماء
كلما سمعت همهمات الرعد ،
وانارت السماء ببرقها
ماء الحياة على كفيها انهمر زلالا .
فيه شفاء ..
اختلطت الفصول
صيف يسبق الشتاء بخطوة ..
بل خطوتين
عطشت بساتين الروح
للفيافي أنين
أذابها البعد عطشاً
الغيوم أخلفت مواعيدها
تمردت
هربت من قبضة الريح
وتأخرت مراكب الشتاء
وجه الخريف ألقى بإشرعته
على سواحل البحر
تجن الريح وتتساقط حبيبات المطر
هذا الصباح ..
غيث كثير
توضأ وجه الكون استعدادا للصلاة
و قلوب المواسم اطمأنت
سأخفي حزني الان
وتبتسم مواسمي
رغم غبار العتمة التي تعبث بالروح
واوجاعي المتراكمة
في زوايا العتمة
لم يغسل المطر مخيلة الزمان
ولم يتغير واقعي
ولم ينبت غير الأشواك
ومع ذلك
سأبتسم لوجه الحياة
امل مصطفى الخواجة