مــوت الـذكـريـات
28/11/2020
كُنتُ أعلمُ أنّ حبّك حلمٌ مُستحيل
لــولا أنَّ الأحـلام .. واقــع جَـميـل
فكـلما ذكـرتُكِ أقـرعُ بـاب الـهـوىٰ
فـأنـا لـيسَ لـي عَـن هـواكِ بـديـل
أعـاقرُ ذكراكِ كما يُعاقر الـمخمورُ
خمرته فأغدو ذياك السكير العليـل
ياويح الأيام كيف تجري والزمان
يَمضي لاهثاً يَخلفـهُ بـعـادٌ وَرَحيـل
كَم مـن فـراقٍ وفراقٍ كُتِبَ عَلينا
إلىٰ أن باعدَ بَيننا الـفراقٌ الـطويـل
فَغدونا كَغرباء يَعتصرنا المُ البعاد
كـعصافيرِ الـشوكِ يَـبكيهـا الـنَخيل
وأنـا عُـدوتُ ذيّـاك الـهائم الـصبُّ
فـلا غـدٌ يشدني إليك لا ولا خليـل
كـطائرٍ أَضاع الدَوحَ في صحراءٍ
نسي أشواقه القديمة فنساه الهديل
إلا مـن شدوٍ حزبنٍ عـلىٰ فـراق
الأحبة يرتله غداة يشده لها الأصيل
وتـعطلت بشائرُ الهوىٰ في ليالي
الـشوقِ وغـدا الأنيـنُ .. لـهـا البديـل
حتىٰ الربيع غدا كالشتاء تعصف
الريح به والنخيل مع كل هبة يميـل
محي الدين الحريري