لآخـر نـفـس
بقلم الشاعر الحسين صبري
بقى الأمل وحيداً
يُقاوم الخيبة
واليأس
مات التفاؤل
في سجون النَحْس
من وراء غيمةً
سـوداء
تبكي الشمس
صار للبُهْتانٌ
صوت غَليظ
الحقيقة لا صوت
لها
خجولةً جداً
بل تَهْمِس هَمْس
الكذب أمسى
حاضراً بقوة
الصدق أصبح
من الأمـس
الغدر والخيانة
تسري مسرعةً
الوفاء في
خِصام مع الصبر
المبدأ
كطفل في فصله
الأول
لم يَحفظ الدرس
يتعلم الحَرْف
يَعد الأرقام عداً
والإِسْرار والكتمان
بات له صوت أيضاً
المَكْر والخِداع
والنِفاق
في سمائنا
صاروا نجمًا
وأصبحت الحياة
كُل الحياة
تسير بِالعكس
إلا عمرنا الضائع
وآهٍ يا عمرنا
التَـعِـس
كل شيء لم
يعد له قيمة
الضمير غائبًا
والأوطان
تُباع بثمن بـخْـس
الأخلاق على
كرسي مُتحرك
تشكي همومها
لنفسها
ما أكثر الْهَمّ
الرديلة بِإِكْليل
وعَـرْش
الحَشَم والخَدَم
صاحب الفضيلة
لم يعد يساوي
سُدس الدرهم
لم يعد يساوي
فَـلْـس
لم يبقى
إلا الـقـلَـم
ما زال صَامدًا
في وجه الألَم
سيبقى صَـامِـد
إلى آخـر نـفـس
#الحسين