الرِّحْلَةُ ..
بقلم الشاعر أحمد نصر
رَأْيِي بِهَاتِيكَ الحَيَاةِ سَدِيدُ
فِيهِ الرَّشَادُ ومُخْلِصٌ وَمُفِيدُ
خَمْسُونَ عَامَاً زِدْ عَلَيهَا بِضْعَةً
مَرَّتْ عَلَيَّ وَلَا يَجِدُّ جَدِيدُ
المَرْءُ مُنْشَغِلٌ بِكَسْبٍ زَائِلٍ
هُو بِالقِيَاسِ لِمَا أَضَاعَ زَهِيدُ
لَا شَيءَ يَبْقَى فِي الحَيَاةِ لِطَامِعٍ
إلَّا الَّذِي فِي الخَيرِ فَهْوَ يَزِيدُ
هَذَا يُنَافِقُ مُسْتَبِدَّاٌ ظَالِمَاً
كَالعَبْدِ دَومَاً دَأْبُهُ التَّمْجِيدُ
كَالوَحْشِ يَنْهَشُ طَيِّبَاً مُسْتَضْعَفَاً
وَمَعِ الجَهُولِ فَخَانِسٌ رِعْدِيدُ
ْْ
وَتَرَى ثَرِيَّاً هَمُّهُ لَا يَنْتَهِي
فَالمَالُ لَمْ يُسْعِدْهُ وَهْوَ وَحِيدُ
وَتَرَى السَّلِيمَ فَلَا يُصَلِّي شَاكِرَاً
أَمَّا السَّقِيمُ فَسَاخِطٌ وَشَرِيدُ
وَتَرَى مُحِبَّاً عَاشِقَاً وَمُتَيَّمَاً
فِي كُلِّ وَقْتٍ طَبْعُهُ التَنْهِيدُ
دَوَّامَةٌ والكُلُّ فِيهَا غَارِقٌ
لَمْ يَنْجُ مِنْهَا يَافِعٌ وَوَلِيدُ
فَكَأَنَّمَا الدُّنْيَا صِرَاعٌ دَائِمٌ
مِنْ شَأْنِهَا التَّنْكِيلُ وَالتَّنْكِيدُ
أَينَ التَّحَلِّي بِالمَكَارِمِ والتُّقَى ؟
أَوَلَيسَ فِي تِلْكَ الحَيَاةِ رَشِيدُ ؟
مَا عَادَ لِلْفُضَلَاءِ قَدْرٌ بَينَنَا
تَسْبِي العُقُولَ تِجَارَةٌ وَرَصِيدُ
هَلْ تِلْكَ دَارٌ لِلْبَقَاءِ بِظَنِّكُمْ ؟
أَمْ لَيسَ فِي يَومِ الحِسَابِ وَعِيدُ ؟
َ
يَا غَافِلَاً لَا تَنْسَ حِكْمََةَ خَلْقِنَا
وَاعْمَلْ لِيَومِ الفَصْلِ نَحْنُ عَبِيدُ
َ
سَتَعِيشُ فِي كَدَرٍ إذَا خَالَفْتَهَا
وإذَا عَمِلْتَ لَهَا فَأَنْتَ سَعِيدُ
جِئْنَا إلَى الدُّنْيَا لِنَعْبُدَ رَبَّنَا
وَلِكَي نُعَمِّرَهَا فَذَاكَ أَكِيدُ
هِيَ رِحْلَةٌ مَحْمُومَةٌ وَسَتَنْتَهِي
سَيفُوزُ فِيهَا زَاهِدٌ وَشَهِيدُ
#الشاعر_أحمد_نصر