الرحيل .الكاتب محمد علي كاظم
أقبلت تشد رحالَها
وخلفت وراء الجدارِ عنانَها
تسابق الريح لاتعلمُ خطاَها
حمراء صفراء أثارُها
أسرعت لها خطاي
تنوي اللحاق بمسارِها
وجدت أثرا غير أثري
يتبع كل خطاها
نزلت على الوجنات دمعةٌ
وأحسست أني بوحشةٍ
من خالني العمر هجرني ؟
ومن كان ودي له باعني
وأنا على شفا النار تحرقُني
اذا غرق مركبي من ينقذني ؟
حبيبٌ بالأمس كان يودُني
ورحل من غير أن يودعَني
سأرسم على قلبي سهماً
في كل ساعةٍ يقتلُني
دع صبرك أيها القلبُ
فما عاد ينفعُ
وعش حياتك بين الناس
بتجرعٍ
((هي الدنيا يوما لك
ويوما عليك تصرعُ ))
نحن خلقنا لغير الهوى
فينا الدني وفينا الاصمعُ
عاشر بطيبٍ من كنت تودهم
وأن غابوا لاتذكر لهم مناقب
سرعان ما تأتي الرياحُ على عجل
فتسرق الروح وتبقى كالثملِ
أحذر يا بن آدم الناسَ
فكلهم غير سواسيةٍ
فيهم كريمُ النفسِ
وفيهم لايسوى بصلة
سأرتقي سلم الفراقِ
اعيش مكرم ذو نعمِ