#قصة_قصيرة 📚
#رياح_القدر 🌌
مر نسيم عليل على أزهار حديقتها الصغيرة، فداعب وريقاتها وفاح عطر أثيرها فملأها عبقا، عادت حياة بذاكرتها إلى ماض بعيد قبل أن تأتي بها رياح القدر إلى حيث هي الآن، وقد عبرت بها محطات عدة واصلت فيها طريقها متحدية تلك الرياح، ومستسلمة للقدر إلى أن رست بها وقد زودتها الحياة دروسها، واعتبرت من تجاربها فبلغت من الحكمة ماجعلها تجالس نفسها لتهذبها حتى لاتثور في وجه رياح القدر فتظل الطريق.
وبينما هي غائصة في التأمل أثارانتباهها زهرة من بين الزهور على أهبة أن تتفتح، تنتظر نسمة تهز وريقاتها أو قطرات الندى لتروي ظمأها فتستقبل الكون بما فيه، خمنت قائلة: أكيد أنها كانت تشبهها عندما بدأت تعي بالوجود، نعم تتذكر كم كانت متعطشة للحياة! مقبلة عليها باحثة في أغوارها حتى أنها لم تكن تفكر في نهاية البدايات.
تساءلت مع نفسها: كيف ستكون حياة تلك الزهرة؟
تراها هل ستصمد لرياح القدر، وهل ستسطيع أن تبقى دون قطرات؟
ابتسمت حياة مرددة مع نفسها لن أتركها دون مياه، بل سأعتني بها وسأرويها كل مساء حتى لا يجف عودها وينكسر.
لكنها عادت لتتساءل مرة أخرى؟
- ورياح القدر كيف سأصدها إذا ما رحمتها ونثرت بأوراقها وأسقطتها أرضا؟
تغيرت ملامحها وبدا الحزن على وجهها الذي لم تغب عنه ملامح الجمال، وإن كانت رياح القدر قد عصفت بأيامها آخذة منها الكثير وتاركة لها ماتبقى لتكمل الطريق حتى النهاية.
رفعت رأسها نحو السماء تناجي من بيده تسخير تلك الرياح راجية منه أن يرأف بزهرتها، ويجعل رياحها بردا وسلاما حتى تنعم بالأمان.
سميا دكالي