ذِكــْــــر مــــحـــمــّــد
كم هــام فـي مدحــه حــــسَّــان
عـارض قُريْــشًا لم تغْــرِه الأمْــوال
حــين طلــبت منه للنَّــبي هِــجـاء
صــار شَـــاعِـرهُ و لدعـوته إتِّــبـَـاع
بمَــديح مــحـمـــد فـاض الــغــرام
جعل من الشعر سيفه في النِّـزَال
من القرآن و الحديث أخذ المعانـي
ضمَّنها في شـعره بِجَميل الكــلام
قرَّبـه الحـبيب و صار من الأصْــحاب
أصْبح في مـدحه مضْـرِب الأمْــثالِ
فكـم من المــديــح كتب الشُّــعراء
و كـم خــطَّت فـي حُــِّبـه الأقْــلام
و كـم مـن الكلِــمات فــيها إطْـــرَاء
كم من القَــصائد حـفــظها العــوام
و كم من الــدَّواوين كتـبها الاقْــوام
ما وفَّتْ أســطُرها سيرته الفيْــحاء
فهي كالــبـحر متلاطــمة أمْـواجــه
و حــبر الحــروف كأحـد الأَمـْــواج
مــا فــاض البــحـر مــنها يـَــومــا
مَــهما صبّــت فــيه الوديــــــان
أو تهاطلت على أديـمه الأمــطار
ما زادت فــي لــجَّــتـه مِثـْـقــال
و لا يوما غَـــمَر اليابِسة فَيـــضـان
كذلك مــدْح المصــطفى و ذكـْـره
بـه تطــيب الألـْـسن العَـــصْــماء
ما إنتهى من وصْـــفه الشُّـــعراء
وجهه كالقـمر حين يكتملُ البَـهاء
كالشمــس في نـُــوره الــوَهَّـاج
كالبحـــر فـي كـرمِـــه و الجَـمال
كالسماء في رِفْعتِه و الصَّـــفـاء
و كالغيث في نفْعِه و السَّـخـاء
من ميـزاته الرحْــمةُ و الكَـــمـال
زاده جــمال الخُــلق إشْـــعـاع
لبَّـى دعـوتـه أعـَـاجمٌ و أعــْراب
ما وجد الرُّواة في خلُـقه عَـيـْبا
و ما أضْهَر يوما بنفسه إعْــجَـاب
عاش على الكَفَـاف طول حياتـه
على شظَف العيْـش كان صـبَّارا
عانى في الشِّعْبِ مع اتباعه حِصَارا
يَبيُتون على الطُّوَى يعانون أضْــرارا
من أجل دِينِهم تحملوا إمْتحانا
و لو طَلبَ الدنيا لجَاءَتْــه اذْعَـانا
هو أفْضل الخلق و للمرسلين إمَاما
في المحـْـشر الشَّـفـيعٌ المَاحِــي
للمؤمـنين يبْغِــي لـهُم الجـِــنَــان
و على الحـوض الكـريم السِّـاقــي
يُورد أمـَّــتـــهُ المـاء الــزُّلَال
شربةٌ بعدها الضَّـمأ مُحَـال
الى جنة الخلْد يكون المَــآل
كمْ يحلُو عن الحبيب الكَلام
بالصلاة عليه تنشَرح الأجْـواء
و مازال يهيم في مدحه الشُّـعراء
مـنذ قـال في وصْــفـه حـسَّــان :
( و أحْسنُ منك لم تَرَ قَـطُّ عـينـي
و أجْـملُ منــك لـم تـلِدِ الِّنــســـاء
خلقْــت مُبـــرَّءًا مـن كـل عَــــيْـب
كأنــك خُلـقْـــت كـــما تــــشَـــاء)
الشاعر الحبيب كعــرود
تــــــونــــس 23/02/22