ذكرى وفاة الوالد تغمّده الله برحمَتهِ الواسعة:
رثاء: /أصبحتُ يتيماً/
عُج بي إلى قبرِ الحبيبِ الراَّقدِ
أشتَّمُّ طِيباًََ مِن تُرابِ الوالِدِ
أَنهَل شراباً مِن سُلافَةِ رُوحِهِ
خَمرَ الحَقيقةِ في المكانِ الخالِدِ
وَاخفِض بِطَرفِكَ إن تَبَدَّى وَجههُ
ذُلاًّ إليهِ في رَقيقِ المَورِدِ
أَبَتَاهُ لَستُ مُبالِغاً لو قُلتُهَا
فَبِكَ المَعارفُ والحَقائِقُ تَهتَدِي
ربّيتَنا علَّمتَنا أدَبَ الحَيا
فَقَّهتَنا،نَوَّرتَنا بِكَ نَقتَدِي
خُذنِي لِأقطِفَ مِن روائِعِ عِلمِهِ
زَهراً يفوحُ بِفكرٍ شَيخٍ مَاجِدِ
يامَنبَعَ الأخيَارِ يابنَ اليُوسُفِ
نَجلَ الأكَارِمِ والِداً عن والِدِ
يامُلهِمِي وَمُعَلِّمِي ومُؤَدِّبِ
الحُبُّ خاَلِصُهُ إلَيكُم مُرشِدِي
صارَعْتَ صَخراً لايَلِينُ بِمِعوَلٍ
لِتُوَفِّرَ العَيْشَ الكَريمَ لِمُبتَدِي
أَنهَكتَ قَلبَاً طَاهِراً مِن أَجلِنَا
حَطَّمتَ طوراً شَامِخاً كَي تَفتَدي
قَد كُنتَ أَقوَى مِن حِجارٍ صَلدَةٍ
هَدَّمتَهَا لِتُشِيدَنا بِتَجَلُّدِ
عِشتَ الشَّقاءَ وَكُنتَ دَوماً صَابِراً
لَمْ تَشتَكِ مِن أجلِ فِلذِ الكَبِدِ
وَأَبَيتَ أَن نَبقى بلا عِلمٍ فَقُلت
العِلْمُ ياأبنائِي دِرعٌ باليَدِ
أَتمَمتَ كُلَّ فضائِلِ الدُّنيا وَقَد
أكمَلتَ دِينَكَ لِلبَقاءِ السَّرمَدي
أَنتَ الجَلِيلُ ودُمتَ ذُخراً للوَرى
أنتَ الإِمامُ لراكِعٍ أو ساجدِ
قَد عَطَّروكَ وَلَستَ مِنهُ بِحاجَةٍ
فَطَهارَةُ الإيمانِ ضَوعُ المَرقَدِ
ياصاحِبَ الرَّأيِ الرَّشيدِ وشَيخنا
هَل نَلتَقِي بَعدَ الفُراقِ بِمَوعِدِ؟!
لِنَراكَ مِثلَ البَدرِ في إتمامِهِ
تُشرِق لَنا عَتمَ الظَّلامِ لِنَهتَدِي
منِّي السّلامُ لروحِكُم وَلطُهرِكُم
ولِمَنهَلِ النّّبعِ الأصيلِ الأوحَدِ
ياتربةَ القَبرِ احضُنيهِ تَفاخَرِي
طوبى لكِ فلتَهنَئِي وَلتَسعَدِي
أوصيكَ ياأبتي بنَجلِكَ يوسُفاً
بَلِّغهُ شوقِي واحتراقي بمَوقِدِي
ثُمَّ الصلاةُ على الدَّوامِ خِتامُنا
لِنَبِيِّناِّ ورسولِنا لِمُحَمّّدِ
بقلمي:الأستاذة:بادية عباس