لا تزال أبجديتي إليكِ كالمعلقاتِ على ستارِ حلمٍ ، تنتظر بشوقٍ بزوغ النهار . أبجديتي صماءٌ كصخرٍ يشتاق طبطبة المطر . كاللحنِ بلا أغنيات، كالطيرِ يبحث عن غصنٍ يرتاح من ألم المسافات. أبجديتي أسيرة في سجن الأماني رفعت رايتها البيضاء ، تمد أياديها إلى السطور بالسلام . مازال يراوديني ثمانية وعشرون حرفا لكي أنسج من خيوطها عباءة الحنين ، أنتشي بلاغة الوصف إلى تفاصيلكِ الشرقية ذات الشامات الحسناء و هدبكِ الأسمر الذي يشبه فعاليات وقت السّحر في ليلةٍ قمرية و أجواء ربيعية. مازالت روحي تتأرجح على أعتاب الخواطر و ومضات السهر بين دروب الاشتياق . مازالت أبجديتي كالمقاهي الفارغة ولكن يفوح منها رائحة القهوة يحرسها كروان حزين . أبجديتي شطآن بعيدة ، مرافئها يحاصرها الجليد، يهاجمها الصقيع ، تحن إلى عناق الشمس . أبجديتي إليكِ روحٌ ممزقة و أوتارٌ متفرقة و قلبٌ تائه يبحث عن دليل في صحراء الليل. أبجديتي إليكِ كالشام ياسمينة الشرق وفي جوفها رقصة زلزال .
أبجديتي
خواطر ليست عابرة
محمد درويش
التاريخ ٢ مارس ٢٠٢٣