الخطيئة الكبرى ..
بقلم الشاعر محمد أبو حكيم
لمّا التقاها أول مرة ؛
إلتف حولها ؛
كسِوار في مِعصم جارية ،
و التفت حوله ؛
كلُبلاب حول دالية ..
إن غابت ؛ توتّر
و إن غاب تتحسر ،
و تبكي حرقة و اشتياقا ..
فإذا عاد ؛
تربطه في خصلات شعرها
و تُحكم الوثاق ..
حتى إذا بلغ الهُيام ذروته ؛
فقدا الهوية ،
نسيا حروف الأبجدية
و القراءة و الكتابة
و فنّ العبير ..
تجاوزا السّور القصير
جلسا عند الغدير
و ارتشفا حتى الثُّمالة
خمرة حب ماله ضمير ..
كان ذاك هو الشوط الأخير ..
حملا اثقال بعير
و جدّا في السّير
عائدين لكهف الأسلاف
لا أهداف ؛
إلا قسوة الغرائز البدائية :
إمتاع و إشباع و صراع
من أجل البقاء
على شفير الهاوية ..
في الليل ؛
تتسلل يده في الظلام
كأفعى تتلوّى
بين أغصان ندية ،
تجوس رُباها الفتية
فتجتاحها هزّة الزلازل ،
و تسري في عظامه
صلصلة السلاسل ..
في مغارة الأسلاف
تسقط الاقدام
و تتناثر الأطراف
و تعوي الذئاب الضارية
مذعورة أو منتشية !!
و ذات صباح أليم
حدث انفجار عظيم
و كان السّقوط عبرة
من على جُرف
الخطيئة الكبرى ..
محمد أبو حكيم
الإثنين ؛ 13 آذار مارس 2023