الخميس، 25 مايو 2023

Hiamemaloha

أحلام أنثى جزء14 للكاتب عبده داود

 أحلام أنثى

الجزء 14

خطوبة مؤجلة

 تابعت سحر تقول: في صباح اليوم التالي، كان لويس ينتظرني في ردهة الفندق، قال: نهارك جميل، وسألني أين تحبين أن نذهب، قلت أنا أحب أن أشاهد سور الصين العظيم، وسأفرد له حيزاً في مؤلفي (حول العالم) لكنني اليوم متعبة قليلا، ربما في يوم آخر، لذلك أنا أفضل زيارة المتحف الوطني لأنه يعطينا مراجعة سريعة لتاريخ هذا الشعب العظيم... 

 متحف بكين رائع بكل المعاني وقد تم افتتاحه في القرن الخامس عشر ميلادي. يعرض آثار حضارة الشرق الأقصى، حضارة شعب صنع التاريخ بصلابته وتصميمه، حتى كاد اليوم أن ينافس أعظم شعوب العالم... 

أبهرني المتحف فعلا، وقلت هذا المتحف يمثل حضارة شعب الصين ذاته، لا حضارة شعوب أخرى كما هو الحال في متاحف أمريكا وأوروبا... تلك الدول التي سرقت معظم آثار الشرق الأوسط، وآثار مصر الفرعونية، وأغلبها معروضا في أكبر متاحف العالم في نيويورك ولندن وباريس وغيرها من العواصم والمدن الكبيرة...

 المستغرب آثارنا سرقوها، ويشعرون بالتفاخر بحيازتها وعرضها، ويخجلون القول بأنهم اشتروها من لصوص، أو سرقوها من تلك الدول المسكينة الضعيفة... ليس فخرا أن تفتخر تلك الدول بحضارة شعوب لا تمت لهم بصلة لا من قريب ولا من بعيد...  رغم كل هذا أنا مسرورة بأن بعض آثارانا محفوظة بشكل جيد عندهم، أفضل ما أن تكون عندنا ويأكلها الإهمال  والجهل والزمن...ربما في المستقبل البعيد نستعيدها، أو نستعيد بعضا منها... 

تعبنا، لذلك دخلنا دار سينما لنحضر فلما صينيا مترجما للإنكليزية، لأننا نادرا ما نعرف شيئا عن السينما الصينية في بلادنا. 

عدنا للفندق، وغرقت في نوم عميق...

استيقظت في منتصف النهار التالي، وشعرت بسعادة لم أشعر بها يوما...

نزلت لمطعم الفندق  لم أجد لويس، لكنهم أعطوني رسالة منه قال: 

صباح الخير يا أغلى الناس،

 أنا آسف لم أرد ايقاظك، كنت ملتزماً بموعد مع مدير المصنع صديقنا. آسف جداُ لأنك لست معي، ألقاك عند عودتي

قبلاتي.

رن الهاتف في حدود الساعة الرابعة بعد الظهر، كان لويس، يدعوني إلى النزول إلى مقهى الفندق.

قال: لقد أخبرت مدير المصنع عن خطوبتنا، هو يهنئنا من قلبه،  أصرت زوجته بأن نحتفل بالمناسبة هذه الليلة. سيارة الليموزين تنتظرنا لنذهب إلى أضخم دار أزياء في بكين، حتى تختارين ثوبا مناسبا للسهرة...

أنا أعتذرت وقلت لا، لن أعلن عن خطوبتي، قبل أن تطلب يدي من أهلي أصولا. أنا تهمني مباركتهم، ولا أريد أن أسبب لهم متاعب جديدة، متاعبي معهم لم ﻻةتنته بعد، بسبب عملي في الجو.

 في النادي البعض نعرفهم ، وآخرون تعرفنا عليهم ...والجميع  تمنوا لنا التهاني الطيبة...

 سألتني زوجة مدير المصنع أين محبس الخطوبة؟

 قلت:  لن أضع المحبس في بنصري  قبل  موافقة أهلي، وبركة من رجل دين، وبعدها سنجعل من خطوبتنا في دمشق حكاية طويلة...

سألني أحدهم: هل تجولتما في بكين؟ قلت زرنا التاريخ في المتحف الوطني، وحضرنا فلما صينيا لأننا لا نرى أفلاما صينية في بلدنا.

قال أحدهم: هناك فلم تسجيلي وثائقي انتجته الصين بالمشاركة مع أمريكا حول سور الصين العظيم، الفلم يلقى رواجاً كبيراً في سوق السينما...أرجو أن تشاهدانه، أكيد سينال إعجابكما، لأنه حكاية جهاد أجيال بدأت قبل ميلاد السيد المسيح واستمرت قرون بعده.

قال لويس: أستغرب بأن الصين حققت تقدما عظيما في عالم الصناعة، وقاربت  تشد البساط من تحت أقدام أمريكا، في العديد من المجالات، لكنها لا تزال بعيدة في مجال الصناعة السينمائية...

 قال أحدهم: صحيح نجحت أمريكا وبعض الدول الغربية في صناعة السينما ...لكن اليوم السينما الامريكية، فقدت مصداقيتها في العالم، بعدما تدهورت من سينما الثقافة والفن، إلى مجرد صناعة لاهثة خلف شباك التذاكر والدولار...

قلت: أنا مستغربة بأن دور السينما قليلة في بكين، أو هكذا تبين لي ونحن نبحث عن دار عرض أمس.

قال معاون وزير الصناعة، صحيح، الصين لم تكن تعطي هذا القطاع الأهمية سابقاً، لكنها اليوم بدأت تهتم في هذا المنحى. وتابع  قائلاً " في عام 2002  لم يكن في الصين سوى ألف و400 دار سينما، وسيصل هذا العدد إلى 20 ألف في عام 2014، 

 والمقرر أن تصل دور العرض عام 2021 إلى 80 ألف دار عرض

 وهذا بسبب الفكر المتفتح لرئيس الصين العظيم ماو تسي تنغ الذي طالب باتخاذ دور فعال في إنتاج أفلام جيدة عن الصين، قال: "أسردوا قصة الصين كما ينبغي وانشروا صوت الصين جيدًا واجعلوا العالم يعرف صيناً ملونة ثلاثية الأبعاد... 

رئيسنا رجل قوي، يعاونه أشراف يعملون بإخلاص، وخاصة رجال العدلية، لذلك نجحنا...  

توقف الحديث، عندما جاءت طاولة الطعام.


الكاتب: عبده داود

نتابع في الحلقة الخامسة عشر

من يود قراءة حلقات سابقة يجدها في (مجموعة أحلام أنثى)

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :