اجلس معي على شرفة الفناء، وتفرّجْ.
دعنا نرتشف سوياً قهوةَ الأفولْ.
" وداعاً "، تهمس بقلبي.
و"وداعاً "، لقلبك الساكت أقولْ.
اجلس معي على شرفة الفناء،
ولنفترق بعدها
مثل مطرٍ وأرضٍ،
مثل وطنٍ وغربةٍ،
مثل رجفة غصنٍ هجرته الطيورْ.
اجلس معي على شرفة الفناءِ، وتفرّجْ.
هو مصيرنا كمصيرِ الشمسِ
احتراقٌ ... ووهجٌ ... ونورٌ ...
وبعد الوهج عتمة،
وبعد النورِ ذبولْ.
قدر الوردِ أن يفنى قتيلاً
وهل بعد رحيل الورد عطور؟
اجلس معي على شرفةِ الفناء، وتفرّجْ.
آخر رقصة شروقٍ...
آخر شهقة غروبٍ...
آخر بسمة ...
آخر ضمة ...
آخر نظرةٍ في هيكل حبِّنا المهجورْ
اجلس معي وقل للدفءِ
وللحضنِ
وللذراعِ وداعاً
ها زمنُ البردِ قد لاحَ
والثلجُ دجّن
أجنحةَ النسورْ.
( في زمنِ البرد / ربيع دهام)