وأَد الأبناء للأباء
قال لى وقد رآنى عاجزا
وآهنا ضعيفا لا تتكىء عليا
فنظرت فى وجهه وحزنت
فكيف يقول هذا القول إلىّ
انسيت حين كنت طفلا رضيعا
قال لى نعم نسيت ومحوت هذا
ولم يعد فى ذاكرتى لك ملاذا
وفى حياتى كنت أنت منسيا
بيدىّ حيا دفنتك وفى خيالى
ولم أزر قبرك وهذا كل آمالى
ولم تعد لدمعاتك فى قلبى مكان
ولا أتأثر فلم تعد أنت ولم يعد الزمان
فلا تبكى عندى فأنا أعيش العمر بلا قلب
ولا أراك الآن بعينى ولم يتبقى لك حب
وأنت يا شريكة العمر لا تنكرى شعرى
تلك حروف لم أكتبها بل كتبها قلبى
فعبر بصدق عما يجيش فى صدرى
فكان الحبر رسول من ألمى ومن كسرى
تعيش أنت الشقى جاحداً عمرك
وأحبو عمرى الباقى ولا عليك اتكىء
فعش فى الدنيا ناكرا حسبي ونسبي
والى أن أموت يأبى قلبى أن يدعو
عفوا وعفوا وعفوا يا سليلة النسب
وعذرا وعذرا ظننته فلذة الكبد
وشكرا لمن جرعونا مرارة الصبر
وشكرا لمن قبل الأوان وضعونا بالقبر
عماد ياقوت