كأسُ الغرامِ مُدامٌ حُلْوُهُ سَقَمٌ
=ا===============ا=
إنْ عاتَبَ اللّيلُ فالعُتْبَى لِمَن عَشِقا
صاغَ النُّجومَ بُروجًا تَملأُ الأُفُقا
تَأويْ إليهِ بأفلاكٍ مُسافرةٍ
عبرَ الدُّهورِ وفيها الحُسنُ قد خُلِقا
والبَدرُ يَغرِفُ مِن عينِ الهوى أمَلًا
يَحسوْ مِن الشَّوقِ أنوارًا بها امتَشَقا
إنْ خَبَّأَ اللّيلُ هَمسَ البَوحِ جادَ بهِ
مِن غَفوَةِ النَّجمِ يَسريْ الصُّبحُ مُؤتَلِقا
يا قَيس لُبنى لها ذِكراكَ أُغنيَةٌ
فاجعلْ مِن القُربِ وَصلًا ليسَ مُفتَرِقا
فَهْيَ الّتي قد سَقَتك الماءَ عن ظَمَأٍ
واسْتَأثَرتْكَ بِقلبٍ عنكَ ما أبَقَا
أين الأزاهيرُ أيَّامَ الصِّبا رُسِمَتْ
فَتَّانَةَ السِّحرِ، والعِطرُ الّذي عَبَقا
يَلهُوْ بِنا الدَّرسُ والأقلامُ قد نَفِدَتْ
والحَرفُ في لُجَّةِ الأحلامِ قد غَرِقا
بَرْقُ العُيونِ وعَزْفُ النّبضِ عاصِفَةٌ
تَجتاحُ قلبينِ في عَهدِ الهوى خَفَقا
يا نَسْمَ تِشرينَ إذْ تُؤيْكَ فاتِنَتِيْ
فَتُشعِلُ البَرْدَ مِن جَمرٍ بِيَ احتَرَقا
لو كُنتَ جَلْدًا كنَهرِ الثَّلجِ مُنجَمِدًا
أكفيكَ مِنكَ حَرورًا مِن دَمي دَفَقا
إنْ كنتَ فارسَ ذاتِ الصَّهْلِ مُنبَرِيًا
جُدَّ الغَرامَ بدَربٍ لا تَنِيْ رَهَقا
ما كُلُّ مُستَمْطرٍ يَهمِيْ السَّحابُ لهُ
ليتَ الّذي آلَ مِن بَعضِ الّذي سَبَقا
شَتَّانَ وَصْلٌ سَرابِ الوَعدِ يُخلِفُهُ
والمُزنُ تَسقِي وُرودًا ماءَها غَدَقا
يا سالِكينَ هَوى العُشَّاقِ مِن تَرَفٍ
الحُبُّ أوْلَى بِمَن أوْفَي ومَن صَدَقا
يُنْبِيْكَ ما حَلَّ بالأَوهامِ مِن سَرَبٍ
أَكْدَى قُلوبًا بِنيرانِ الجَوى حَمَقا
كأسُ الغَرامِ مُدامٌ حُلْوُهُ سَقَمٌ
مَهواهُ كانَ سَحِيقَ الجُبِّ مُنْزَلَقا
في مُعجَمٍ الكونِ إنَّ الحُبَّ ذو لُغَةٍ
ليستْ حُروفًا وفيها الكُلُّ قد نَطَقا
لا يَرتَقي الوَهْمُ جُنْحَ اللّيلِ في سُحُبٍ
بلْ إنّهُ الصُّبحُ نَجْلُ الشّمسِ كانَ رَقا
مِمَّا صَنائِعِنا تَجري بِنا رَشَدًا
كان الَّذي فيهِ سَعدُ النَّفْسِ مُنبثِقا
... علي الفريحات- ٢٠٢٣/٧/١٢م