حكمت المنفرد......
أَيْ إخوتي.....
سأقول لكم كلمات إذا سمعها مفكر منفرد ستتفجر منه أُغنيات لحنها الذين سبقوه واسطتاعوا أن يُكَوِّنوا لأنفسهم موطنا لا تسكنه إلا الطيور المغردة ...
لقد رحلوا إلى كهفهم في أعالي القمم حيث لا يكون هناك من يُعكر صفوهم وتأتيهم الروحانيات النقية وترفرف على جنباتهم طيورهم التي طالما إنتظرتهم وتُشيد بهم وتغمرهم بنفحات مُبهجة وذلك لأنهم فقدوا السعادة التي كانوا يطلبونها ويسعون باحثين عنها في أزقة وأروقة المدينة....!
رحلوا ليصبحوا أحرار أنفسهم وذهبوا إلى حيث لا يوجد طنين ذباب فهناك لا توجد قاذورات ولا نوافذ حتى يلتصق الذباب بزجاجها ...
رحلوا عن الهاتفين لأسياد الساعة وكم تمنّوا أن يكونوا هم الأسياد....!
أنا سأتبعهم ولن أعود حيث هناك أرى نفسي وبصورتي الحقيقية التي كادت أن تختفي....!
لقد جفت دموعي وأعيني إكتفت لأنها نضحت بكل ما لديها من دموع وأصبحت كأرض خضراء أصابها الجفاف وبانت بعدها الثنايا على الوجه الذي كان في أحد الأيام مبتسما....
أين دموعي وأين قلبي الذي كان بين ضلوعي. أنا أهيب بجميع الذين سادهم الصمت فاصمت خير من أن تكون ثرثارا ويخرج الفتات من فمه
أنا سأكون ملكا في عزلتي وذلك لأنني لن أخالط كل من قال ....أنا.... فتلك الكلمة القبيحة لا تدل إلا على نقص وتعويض نقص....!
سأبحث عن ذاتي وأُقيمها حتى لا أقع في أحد الأيام في غرور وأصبح سقيم....
سأنظر كل صباح ومساء لمرآتي المتكسرة لأتحقق من ذاتي هل أنا أنا أم يُخيل لي بأنني أنا......!
سالم المشني فلسطين...