بقلم ✍️🏻
د.عارف تكنة
( وَاحَة )
أمْكَثْتُ مَكْثِي فِي الْمُرُوجِ الزَّاهِرَة
مَكْثًا بِمَمْكُوثِ الرُّبَى يَا وافِرَة،
وفْرًا بِمَوْفُورِ الْبَهَاءِ بِوَاحَةٍ
أَغْصَانُهَا تَهْفُو إِلَيْهَا النَّاظِرَة
أَمْوَاهُهَا تَصْفُو بصَفْوِ صَفَائِهَا
وكَذَا نَدَاهَا حِينَ تَقْطُرُ قَاطِرَة
أَزْهَارُهَا فَاحَتْ شَذَىً بِأَرِيجِهَا
فَتَفَاوَحَتْ تلكَ الزُّهُورُ الزَّاهِرَة
والْعِطْرُ يَهْمَعُ عِنْدَ كُلِّ سَحَابَةٍ
هَمْعًا عَلَى تِلك الْغُيُومِ الْمَاطِرَة
والْعَيْنُ تَغْفُو .. إِذْ غَفَتْ بِمَفَازَةٍ
مَا عَادَ فِي تِلْكَ الْعُيونِ بِسَاهِرَة
فاَزَتْ بِفَوْزٍ إِذْ تَفُوزُ بِنَظْرَةٍ
مَا كَانَتِ الْأَنْظَارُ يَوْمًا حَاسِرَة
ربِحَتْ بِرِبحٍ مُرْبِحٍ مِنْ رَمْقَةٍ
مَا كَانَتِ الْأَحْدَاقُ يَومًا خَاسِرَة
صَدَّاحَةٌ عِنْدَ الصَّبَاحِ بِصَدْحِهَا
فَأَنَاخَ رَاحِلَةَ الرِّحَالِ السَّائِرَة
نَوَّاحَةٌ عِنْدَ الْمَسَاءِ بِنَوْحِهَا،
مَا عَادَ فِي تِلْكَ الْقَوافِلِ نَافِرة
ضَرَبُوا الْخِيَامَ عَلَى الرَّوَابِي عِندهَا
طَابَ الْمَقَامُ بِهَا .. بِتِلكَ الْآسِرَة
إذ أَسْمَعَتْ عَزْفَ الْقَوافِي بِلَحْنِهَا،
مَعْزُوفَ إِرْهَافٍ بِحِسِّ الشَّاعِرَة
فَتَطَوَّفَتْ كُلُّ الطُّيُوفِ بِطَيْفِهَا
مَا كَانَ طَيْفًا أَوْ طُيُوفًا عَابِرَة
هِيَ وَاحَةُ الْفِرْدَوْسِ ذَلِكَ عِطْرُهَا
مِنْ رَوْضِهَا فَاحَتْ عُطُورٌ عَاطِرَة
مَفْطُورَةٌ بِبَدِيْعِ حُسْنِ صَنِيْعِهَا
فَكَذا النَّضَارَةُ .. ذَاكَ ذُخْرُ الذَّاخِرَة
بقلم ✍️🏻
د.عارف تكنة