استسلمَ القلبُ لهند
ما لقيتُ اليومَ في هندٍ جوى
ماتتِ الأفراحُ مذ مات الهوى
لم أجد فيها طموحًا يانعًا
فرَّغَ الحزنُ لهندي المحتوى
عطِشٌ قلبي تمامًا مثلَها
أيُّ عشقٍ لا تلاشيهِ روى
مستوى الجمرِ بعشقٍ فائرٌ
إن تجرّبهُ فعالي المستوى
استتبَّ البشرُ فاسألني اجب
مرةً سقمٌ ومراتٍ دوا
خدعت هندُ بعينيها الهوى
ذلك الأمرُ بقلبي ما انطوى
سيطرت حتى تنازلتُ لها
سلَّمَ القلبُ لهندٍ وانضوى
في فيافيها وحوشٌ زمجرت
صوتُ أشباحٍ وذئبٍ قد عوى
بعد إصراري تتابعتُ الخطى
بتُّ من إقدامي منهوكَ القوى
مثلَ ظلّين بجسمٍ واحدٍ
عندما كنّا على العهدِ سوا
ذبلَ العشقُ كغصنٍ يابسٍ
سقطت منه حياةٌ مذ ثوى
تلك أيامٌ بعمري دُكدكت
لفّها الحظُّ ثناها وطوى
هكذا مرّت سويعاتٌ جرت
بعدها يأتي من الحبِّ النوى
تخذت هندُ قديمًا هيكلي
خيرَ إسنادٍ إذا الحبُّ خوى
وقعَ القلبُ بجمرٍ عندها
فإذا القلبُ ومَن فيه انشوى
جاءها يشكو اضطهادًا مسّهُ
فأتاها فتعافى فأوى
بحثت نفسي بهندٍ غايةً
علّها تحيا بهذا المنزوى
تاه تهيامي ببحرٍ خضتُهُ
كيف ترميني بذاك الملتوى
ليس في الحبِّ ضعيفٌ فاعلموا
كن له جزمًا شديدًا في القوى
بقلمي: سيد حميد عطاالله الجزائري