الجمعة، 1 سبتمبر 2023

Hiamemaloha

صناجة الطرب للشاعر محمد الدبلي الفاطمي

 صَنّاجَةُ الطّربِ


سألتُها قائلاً:يا قبلةَ الأدبِ***هلْ أنتِ آتيةٌ من سالفِ الحِـقَبِ


أمْ أنتِ زائرةٌ من أرضِ أنْدلُسٍ***أمْ تُحْفةٌ هجرَتْ موسـوعةَ العربِ


شممْتُ فيك نسيماً منْ حَضارتِنا***فقلتُ:كيفَ أتتْ صَنّاجةُ الطّربِ 


أتلك فاتنةُ التّاريخِ قد قَدِمتْ***تَخْتالُ بـين رُوادِ الشّعر في الأدبِ


قالت:أيا ولدي إنّي مُشـرّدةٌ***بعْد احْتلالِ شُعوبي واعْـتقالِ أبي


وطأْطأَتْ رأسَها والحُزنُ يأْسرُها***أنا التي كُنتُ شَمساً في نُهى الكُتبِ


أهلي أضاعوا بفعلِ الجُبْنِ مَوطِنَهُمْ***وشبرقوه فبيع المجد بالعنب


أبكي على وطني في الكون هائمة***من بعدما غَربتْ شَمسي ولمْ أغبِ


أنا العروبةُ في القرآنِ قد حَـملتْ*** إرْثاً ثقــيلاً بِذكْرِ الله في الحِقَبِ


أنا المآثرُ في فاسَ وفي عَدنٍ***أنا الشّهامةُ في مِصْرَ وفـي حَلَبِ


أنا الحضارةُ أعْطتْ منْ مَكارِمِها***فضلاً كثيراً من الياقوتِ والذهبِ


رموا لساني بِعُقْمٍ في مَدارسِهم***وليْتهم قَوّموا التفكيرَ عنْ كَثَبِ


وأبْعدوني عنِ الإعْرابِ فانطـفأتْ***شمسُ البيانِ بِلغْوٍ ليسَ منْ أدبي


أنا المُحيطُ الذي في قَعْـرهِ دُرَرٌ ***وفيهِ قوتٌ منَ الحـيثانِ والـعَجَبِ


تركْتُ منْ أثَري فِقْهاً  وَفلسفةً***وليس مثل كتابِ اللهِ فــي الكتبِ


وسعْتُ ديناً بذكرِ الله مُنفرداً***يُتْلى مُبيناً على الأطفالِ والنّخبِ


لسانْ حالي يقولُ اليوم :إنّ فَمي***مُكَمّمٌ بِلِجامِ اللّــغْوِ والكُربِ


وأمّتي في وُحولِ الجهلِ قد غَرِقَتْ***فأصبحَتْ مَرْتعاً للنّهبِ والـشّغبِ


تضَعْضَعَتْ لُغَتي في جَوْفِ مُجْتمعي*** لمّا تورّطَ في البلْوى ولمْ يَتُبِ


وجرّهُ الكسلُ المَـعْتوهُ نحْو غَدٍ***في حُضْنِهِ الضّادُ قد أضْحى بلا نسـَبِ


وَرقّعـوني بلغْوٍ في مَدارسهم***فَضــجّ شِعْري ونامَ البعثُ في كتُبي


فكـيفَ أسْعدُ والدّهْماءُ قدْ نزعَتْ***منّي بهاءَ فنونِ العلمِ والأدبِ


يا حاملاً قـلمَ الإبداع في وطني***أسْقِطْ قِناعَ هُراءٍ يلعَبُ بي


وانزعْ بِنَظْمِكَ داءَ اللّغوِ من جَسدي***وابعَثْ بيانَ فصيحِ القولِ في الخُطَبِ


فأنت ياولدي مُسْتقبلي وغَدي***ولا أريدُكَ في الأبناءِ مُـغْتصِبي


محمد الدبلي الفاطمي

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :