((هــــــــــــــذا رجـــــــائــــــي))
مَـنْ لي إذا سُدّتِ الأبوابُ في بلدي
وَوُسِّـدَ الأمـرُ مَـنْ لا يـتقي غـضبي
وخـاصـمتني جِـبَـاهٌ لـسـتُ أعـرفها
ولـيسَ لي منجدٌ إن تِهْتُ في هربي
وأوكـلـتـني ظــروفٌ فــي بـراثـنها
قتلي وسحلي وإحراقي على سَلبي
وأظـلمَ الدهرُ في عينيَّ ، وانقطعتْ
عني عرى الدين والأخلاق والنسب
وقـــال قـائـلـهم: ( هـــذا ونـعـرفه
مَنْ أشعلَ النارَ في أرضي بلا سبب
مَـنْ أزهقَ الطفل في أحشاءِ حامله
مَــنْ أضـرمَ الـنارَ بـالبارودِ والـلَّهب
مَـــنْ اسـتـغـاثَ بـــه أبـنـاءُ مـلـتنا
فـلم يـردْ غـيرَ ألـفاظٍ مِـنْ الصخب
مَـنْ داسَ فـي نعلهِ قلبي وناصيتي
ومـنـبري وكـتـابي واقـتـنى ذهـبي
مَــنْ اسـتـحلَ عِـقـارًا لـيسَ يـملكهُ
ولـيسَ فـي قـلبهِ شـيءٌ مِـنْ الأدب
مَـنْ صـادرَ الحقَ منا بعد أن وطئتْ
رجــلاهُ دارًا عـلـى أطـلالـها تـعـبِي
كـم طـآل لـيلي ، وكم طآلتْ نوائبه
وكـم تـغربتُ في نفسي وفي تُربي
حـتى يـئستُ وكـانَ الموتُ يطلبني
والـموتُ يـومئذٍ أحـلى مِـنْ الـعِنَب
دعــوتُ يــا واحــد جـلّتْ فـضائله
هـذا رجـائي أغـثني الآنَ في طلبي
قــد اعـتـرتني سـنـينٌ أنـتَ تـعلمها
أنـتَ الـملاذُ وأنـتَ العونُ في كُربي
مَـنْ لـي سِـواكَ إذا سُدَّتْ وليس لها
لـولاكَ يـا واحـد أرجـوهُ فـي رهبي
أدعــوكَ مـبتهلًا أرجـو الـنجاةَ غـدًا
لأمــةٍ عــاثَ فـيها الـحاكم الـعربي
عـــبـــدالــمــلــك الــــعــــبَّـــادي.