زيتونة الدار
محمد حسام الدين دويدري
------------
جلستُ أبثُّ أسراري
إلى زيتونة الدارِ
فأبكي زيتََها المسفوح
بين النار والعارِِ
فقد صارت مُرَمَّدة
على أطلال أحجارِِ
يسبّح جذعُها المحروق
يَرجو رحمة الباري
وقد طاحت بها البلوى
بغدر الظلم والنارِ
فصارت في المَدى رهناً
لفُسَّاقٍ وفُجَّارِ
وأغرابٍ وأذنابٍ
وتَكفيرٍ وكُفَّارِ
وكم كانت تُظلّلني
بأوراقٍ وأثمارِ
وتَنشرُ نورَها السحريَّ
في قلبي وأفكاري
فكان بَريقها يَجتاحُ
كلَّ حدودِ أسواري
ولمْ تَمسَسهُ نارٌ في
لهيبٍ مُحرقٍ جاري
وكنتُ أبثُّها شَوقي
وآمالي وأخباري
إذا ماغِبتُ مُبتَعِداً
فتقبل كلّ أعذاري
وتملؤني بخُضرتها
وظلِّي ملء أغواري
يَقيناً مورقاً ثرّاً
بإغداقٍ وإيثارِ
وكم أدمَنْتُ صُحبَتها
فكانت خير سُمَّاري
بليلٍ طافحٍ بالحُزنِ
تَجبُرُ كَسرَ إعثاري
وتحملني إلى أملٍ
بأقمارٍ وأنوارِ
لأُغمِضَ تَحتَها عَينَيّ
باطمئنانِ مُختارِ
فينجدني صباح البِشرِ
في تغريد أطيارِ
وقد زادت مفاتِنَها
بألحانٍ كقيثارِ
فوا أسفي..., وقد صَبَرَتْ
على جَورٍ وأخطارِ
فكانت رايةً للسلمِ
واستمرار إعماري
فغالتها يدٌ غدرت
بأحلامي وأسفاري
وأبقتني طريد الخوف
والتشريد عن داري
أواري وجهي المحزون
في خجلٍ وإصرارِ
أرى في نظرة الأجيال
إيلامي وإنذاري
فلا حَقَّقتُ ما أصبو
ولا انقذتُ إثماري
ولا أورثتُهُمْ ألقاًَ
يغيث جفاف أنهاري
..................
الخميس 18 / 2 / 2016
من مجموعة: بوارق الانتظار