التائهة. الكاتب محمد علي كاظم
لاتقرب الروح فالروحُ غادرت
في أي ارضٍ ؟
لانعلم أين أستقرت؟
تاهت مع سنين هجرك
وأوحشت المكانَ والدارَ
كم تمنت من حياتها أملاً
تلقى الحبيب ولو خلفُ الجدارِ
تعد الليالي متى تنقضي
كي يعود ذلك المختارُ
أسفي على الزمانِ كم غيرنا
وكم غادرت من عقولنا الافكارُ
تاهت مع سود سواعدِها
واخلفت في الروحِ مشعل الناِر
تمنيت من الدنيا أن اكون صغيرةً
فازحف في البيتِ كالصغارِ
وياخذني طيفك الجميلُ
كي اشم عطرك كما اشم الازهارَ
ويا أسفي لم احسبِ التاريخ منصفاً
رماني خارج البيت من غير خمارِ
نسيتُ من أنا حتى سرت مغشياً
ألوذ بكل طرفٍ أحسبه خيالك
ولم اعلم أني الوذ بالنهارِ
فتفضحني دمعاتي وصرت
لا اقوى على الابصارِ
أين أنا ؟
وقد تاهت بنا الليالي
وضاقت بنا الاشعارُ
ماتت بعيني كل زهرةٍ
ويبست قبل طلوع النهارِ
دعني بحالي فلم اجد سوى
غيرك من ياخذني بالاسفارِ
تغيب عن عيني لك صورٌ
وفي القلب يكون ثار
أترك كل من حولِك
لعلك تهتدي لمن تختارُ
الموت أم الحياة ؟
وقد تقتلنا حتى الصغارُ
لم نهوى إلا هواهم
ولم نعشق سواهم
وتستمر بنا على طولِ الزمانِ
حلاوة الاذكارِ