ويْلَكُمْ
هلْ سرابًا كانَ مجْدي وخيالُ
هلْ ضبابًا كانَ درْبي وَضَلالُ
يا إلهي ما الَّذي يجري لَقوْمي
هلْ أصابَ القوْمَ إذْلالٌ عُضالُ
هلْ غدا التدميرُ والْقَتْلُ مُباحا
وَغدا التَهْجيرُ ليلًا وَصَباحا
ويْلَكُمْ يا قومَ عادٍ وَثمودَا
بلْ وَجاوَزْتُم كِشاحًا وكِساحا
يا نبِيَّ اللهِ عُذرًا قد سقَطْنا
وإلى أسفَلَ قاعٍ قدْ هَبَطْنا
قدْ خذَلْناكَ فأصبَحْنا عبيدًا
ولِأغْرابٍ قلوبًا قد بسطْنا
وأَنا أعرفُ قدْ قلْتَ مِرارا
سوفَ نُسْقى في زمانٍ ما مَرارا
وَمِنَ الإسلامِ لنْ يبقى لدَيْنا
غيرُ اسمٍ قدْ غدا اليومَ شِعارا
وأنا معذرَةً إنْ كُنتُ فظّا
وَمِنَ الْقهْرِ أنا فجَّرْتُ غيْظا
يا نبيَّ اللهِ عٌفْوًا بِيَقيني
لوْ بُعِثْتَ اليَوْمَ لنْ نسْمَعَ وعْظا
إنَّنا دونَ افْتِراءٍ في سُباتِ
أوْ حياةٍ حُكْمُها حُكْمُ المَماتِ
إنَّنا صمٌّ وَبُكْمٌ بلْ وَعُمْيٌ
وكثيرونَ ولكنْ في شتاتِ
أَيُّها الأقْزامُ ناموا كالعبيدِ
عندَ شيطانٍ حقيرٍ ومريدِ
في كهوف الذُلِّ والطُغيانِ ناموا
فمياهُ الوجْهِ أصلًا مِنْ صديدِ
إخوةٌ نحنُ؟! ألا تبًا وسُحْقا
كمْ أخٍ قدْ ماتَ حتى الآنَ حرْقا
كمْ بِناءٍ دُكَّ فوقَ الناسِ دَكّا
إخْوةٌ أنتُمْ؟! بلِ الأعداءُ حقّا
ويحَ قلبي إنَّكُمْ أخْزيْتُموني
وبِإذْلالِكُمْ أحزَنْتُموني
إنّني أشعُرُ بالذُلِّ عُقودًا
أَلَهُمْ كبشَ فدًا جهزْتُموني
ويْلكُمْ تبًا لكمْ لا تخْجَلونا
وَعبيدًا مثْلَكم لنْ تجْعَلونا
سوفَ نبقى رُغْمَ كلِّ النائباتِ
لوْ بِطرْدٍ أوْ بِقتْلٍ عجَّلونا
د. أسامه مصاروه