اِشربي ودّي
اشربي ودّي ومدّي في حياتي
فأنا بعد الّذي كان وكان الفجرُ..
في سور الندى
قد ملئتِ الروحَ في نبضٍ جديدٍ
وتعافت كلُّ أدرانِ الجفافْ
عندما قلت تقدمْ
يا فراتي.
طائرا نحو أعالي الشجرِ
حتّى يولدَ العطر المرادْ
كي المّكْ
من ضباب الفجر في دفء المكان،
أتلاشى في خفوت الهمسِ..
من شهد الشفاهْ
لؤلؤٌ مكنونُ كنتِ
عن أكفّ الرّيح من جمري فررتي
كلّما قربتِ منّي
قلتُ هاتِ
كأسكِ المزدان في وردِ اللمى
قد تمادى كي يحيلَ الجسمَ
في خفقةِ طائرْ
ويصيرُ الكفُّ ريشاً وجناحا
بين رجفات الولوج الحرِّ في كونٍ
عجيبٍ في صدى الكلماتِ
بالحضن المحلى في جحيم الزفراتِ
فيصل البهادلي
٢٨ كانون الأول ٢٠٢٣