.... سمراء ....البحر البسيط
طال البعاد و ليلي بالأسى مثقل
والعين دامعة هيهات من يسأل
غاب الحبيب فلا نوم يؤرقني
بليت بالهجر ماذا يا ترى أفعل
جن الفؤاد إذا غابت و ما سألت
من كان فينا إذا جن الهوى عاقل
أسابق الصبح ربما أرى طيفها
و الليل دون محياها بدا أطول
أسارع الصبح حتى الشمس أسبقها
النجم يخبو و ليل الدجى يسدل
فربما مر طيفها و أحيا غدي
لما تغادرني و عندما تدخل
أمشي إليها مشرد الخطا واثقا
دربي إذا غاب طيفها غدا موحل
هي الحياة و كل دنيتي أصبحت
وما رضيت سواها لو أتى المقتل
أشتاق والليل يدري كم أساهره
بالحزن دوما تلاقيني أنا الأعجل
طال انتظاري فما ألفيتها وصلت
ماكان غيري على وعد لنا واصل
طال انتظاري على الدروب أسعى بها
حتى اعتراني العذاب والتوى الكاحل
شرعت أبواب قلبي للهوى راضيا
باب الفؤاد لديها للهوى مقفل
سمراء ليس الفراق غايتي فاعلمي
أنت الأخير و أنت بالهوى الأول
أصبو لرؤياك والفراق يكسرني
كؤوس هجرك أترعت بها أثمل
رغم الأسى أرقب الدروب في لهفة
أرنو لطيفك ذاهبا كذا يقبل
طال البعاد هواك كاد يقتلني
سلي فؤادي فكم نار اللظى يحمل
بدون رؤياك, أصبحنا بلا وطن
فهل أرى وطني معاك,أم أرحل
أنت الفؤاد و أنت في عيوني النظر
إذا تساءل عنك في الهوى سائل
نادى الحنين متى ألقاك ياقدري
نار الفراق لأضلعي أتت تشعل
طال الفراق و هجر كاد يقتلني
سمراء عودي ولو كان اللقى قاتل
هيا تعالي فيا سمراء طال البكا
فالعشق حق وفي شرع الهوى منزل
سمراء أبغي رضاك والرضا غايتي
فهل نجود بحبنا و لا نبخل
وتحت شرفة دارك انقضى موعدي
مازلت أقبع حتى ملني المنزل
أصبو لعينيك ربما أرى دمعها
من فيض عينيك دمع الوفى أنهل
جودي علي بنظرة أرى قدري
العين أعشقها ورمشها أكحل
الشوق يدفعني والروح تخشى الردى
من كان للوعد منا يا ترى يهمل
شاء الغرام وكان الوعد أن نلتقي
فلا التقينا وليت الوعد لو يكمل
بالوعد جئت فلا ألفيت منتظرا
كم من وعود لنا صرنا بها نجهل
كان الرجاء وكان العهد أن نلتقي
عهدا قطعناه إن الرضا أفضل
فما وجدت سوى عينيك دامعة
ذاك البريق ورغم الحزن إذ يذهل
ضاع اللقا حين أصبحنا بلا أمل
بالبعد ضاع هوانا و النوى أميل
سمراء إني اكتفيت باللقى حلما
أيامنا ظلمت يا ليتها تعدل
إني أعيش على الذكرى التي نبضت
بالقلب روحا فأنت عشقي الأجمل
ماكنت أعلم أن الحب ليس لنا
هيهات من فرحة كنا بها نأمل
كل الغرام الذي يبنى على عجل
إن الفراق يكون حده الفاصل
كل المواجع في عينيك ألفيتها
سمراء القلب يشكي والهوى غافل
الروح ضاقت بأحزان بها أترعت
والقلب ألف آه حتى الأسى يشمل
وقع الفراق على الوتين فاق اللظى
مثل الحديد على الحديد إذ يصقل
ويل لقلبي' إذ. نوى. يعذبني
شاء الغرام و إن حظنا ماثل
إن شئت, بالحب حربا جئتها مسرعا
قد جئتك بالراية البيضاء بل أعزل
سنون عمري على الوفاء مرت بنا
إن الفناء إذا غاب الوفى أسهل
نشكو الغرام ونحن من ظلمنا الهوى
من كان فينا على شرع الهوى كامل
لوتعلمي ياضيا عيني بما صابني
هجر. بلاني و إن غبتي. أنا أثكل
هذا الفراق الذي طغى على هامتي
بيني و بين سعادتي غدا حائل
أنت الربيع و أنت الزهر في قدري
كل الزهور بلا شذاك إذ تذبل
لو كان فقري وسوء عيشتي علة
إني رضيت بها عنها فلا أعدل
لم أشتكي قلة إلا شح الهوى
والقلب لم ينثني فيه الأسى شامل
لا تسألي فأنا الفلاح مفتخر
طوبى لمن كان منا للرضى نائل
أرض. سأحرثها. بالحب أزرعها
حمائم العشق في أعشاشها تهدل
تلك الخوابي بماء النبع نملأها
وعين ماء جرت من مائها نغسل
ماء"زلالا إذا اشتد الظما نشرب
طيب المآكل من خيراتها نأكل
تلك السنابل أينعت فحان الجنى
ألا تريه يحن للجنى المنجل
ذاك الحنين وأشواقي سأرسلها
إليك يحملها حمامي. الزاجل
بالحق إني أداري نعمتي مخلصا
وعزة النفس لايرمي بها باطل
ليس الثراء بأموال سنكنزها
إن الغنى في حياتنا بما نعمل
فثروتي غدت قلبا يصون الهوى
ما غرني ذهب أو لفني مخمل
يفنى الغرام إذا ضاع الوفا بيننا
الأرض ماتت إذا ما خانها المعول
تكبو الجياد فلا صوت يكابدها
لكن إذا حزنت في حرقة تصهل
ياقاضي الحب أضناني هواهم فهل
كنا معا بقضاء الحب لو نقبل
هذا الغرام سيبقى في المدى غايتي
نمضي معا في شباب أو معا نكهل
تلك الحياة نعيشها بلا أمل
يبقى الغرام لكن المرتجى زائل
جاد الزمان علي بالنوى مرغما
ذاك الفراق أراه بيننا حائل
من لوعة الهجر والحرمان أبكي دما
ياليتنا طيف أفراح لها نحصل
لو غاب عني هواك وابتلاني النوى
من للفؤاد تراه بعدها يشغل
أفراحنا كتبت لنا إلى أجل
نرضى بها لو أتت وإن غدت نزعل
لا أرتضي في حياتي ذلة أو ردى
لو ذلني العشق عنه راضيا أعدل
بالغت فانقطع الوداد في غفلة
هيهات ماقطع الزمان لو يوصل
بقلمي عصام اسماعيل