على قارعة الزمن
محمد حسام الدين دويدري
.................................
أبكيكَ يا وطني المُدَمّرْ
بينَ المُعَسكَرِ والمُعَسكَرْ
أبكيكَ حتى يَستجيرَ الدَمعُ
والقلم المُسمَّّرْ
أبكيكَ
هل عجز الكلامُ...؟!
وفي الصدى
الله أكبر
ذبجوك بين جموحهم للتاج والقصر المسوّر
فَطَغَتْ جحافلهم تصب القتل والعهر المصدّر
أبكيكَ يا وطني المُدَمّرْ
ذبحوكَ عَمداً واستثاروا السخطَ والحِقدَ المُسَعَّرْ
ذبحوك و اغتسلوا بدمع هادرٍ
كالسيلِ أغبرْ
ذبحوكَ واختصموا على الأشلاءِ والحجرِ المُعَفَّرْ
واستبسلوا في حَرقِ غُصنِ الوَردِ والأملِ المُطَهّرْ
أبكيك يا وطني المُدَمّرْ
وأغوصُ قَسْراً في بحارِ الدمعِ
والألمِ المُسعّرْ
مازلت أذرف حسرتي
وأريق دمعي سائلاً
عن سر شر مستطيرْ
عن مقلة الورد الأثير
عن باقة الحلم المبعثر
* * *
أبكيك يا وطن الخصال المستباحة في المَزَالقْ
وأخبئ الآمال في جفن الورودِ
وفي الشرانقْ
علّ الأمان يُجيرها
من غَدرِ أصناف القذائف و الحرائقْ
لتطير يوماً بين أنفاس الحقول
وجنيها حلو ورائق
* * *
وهرعت نحو الشاشة الحمقاءِ
أبحث عن مداميكِ الحقائقْ
فوجدت خلطاً مذهلاً
متناثراً...
خِصبَ العوالقْ
تتكاثر الأشواك
حيث يثيرها عصف الرياح لِما تحيق به الفيالقُ بالفيالقْ
فركضت نحو جدار صمتي لائذاً بالذكرياتْ
وجلستُ قربَ شواطئ التاريخ عَلّي أجتبي طوقَ النجاةْ
ونظرت صوب الراية العصماء
والربع الثقاة
فوجدتُ سُبْحةََ جَدّتي
ولفافة من بعض أوراق تناثر حبرها بين الرقائقْ
وإذا بجدي قابعاً في واحةِ الحَرفِ المضرّج بارتشاحات الشقائقْ
يرنو إليّ بحسرة تبتاع من أرض العتاب شِواظها المقدودَ من أعتى الصواعقْ:
"ماذا فعلتم بالثرى المزروع عزماً صارماً يبني الحياةْ...؟ّ!
ماذا فعلتم بالدماء الزاكيات... وبالرفات... ؟!
ماذا فعلتم بالوصايا العابرات على جناح الأمنيات...؟!
ماذا فعلتم بالصلاة وبالزكاة...؟!
عودوا وتوبوا...
بل وخافوا من سيحكم بينكم بعد الممات
عودوا إلى النهج القويمْ
هو الصراط المستقيمْ
هو الفلاح المستديم
وفي مسار ظلاله الخضراء تخضرّ الحياة..."
.......................
الثلاثاء، 25 آب 2012
من مجموعة على ضفاف القلق