محاكاة نثرية بيني أنا فداء حنا والشاعر محمد درويش بعنوان ((رحيق اللقاء)) بتاريخ ٤ / ٤ / ٢٠٢٤
البداية لي :
مَن أحببته
كان عبقا فوق السطور
كان روحا من حبرٍ
تصلّي وتطوف حول النور
يجمع شتات النجوم... يعود ....
ويركع حتى الشمس تدور
من أحببته كل يوم يختار ....
من القصيد أجمل العطور
ينثره ....يختال.....يغني
يمارس طقوسه .... بحبور
يغزل من الظل نثرا
حروفه تأسر الروح بكيدٍ
وتجعل الحياة كموقد مسعور
أبتغيه قنديل زيتٍ مداده
روح تهرب من عبق البخور
من أحببته
يزرع من شغفه سنديان عشق
ويلون أديم الأرض بقلب غيور
الروح ضاقت بها حدود الأمل
فسعت لتعتلي شهب النور
ما هويت تقلبات الفصول
لكنني صدىً يختبئ تحت
جلباب الصمت كعبق مخمور
تلثم يداي تراب البوح
وقلبي يراقص حبا مقهور
مَن أحببته
يتوه ويرسم بريشته
ألوان الطيف المغمور
يا شوق رفقا ......
فالقلب صواغه حنين و ركام
قد أضاع الصبر في وادٍ به يزور
يا شوق تاهت مراكبنا
على أعتاب العصور
قد غزلنا في شرفاته الكثير
من نوارات الغرور
لثام الليل دثر الأماني
و درب الهوى اغتال صمتنا
بكلام الحور
الدمع جرى بعد فرح
كان قد عمّر مع نارنجةٍ
وياسمينٍ قد ألقى الزهور
يرد الشاعر محمد درويش
أحببتكِ في صبيحةِ مطرٍ
تزف سحائب الحب
وتنقش على القلبِ زخاتٌ
لها إيقاع يناغم الشعور....
كأنكِ بين الغيوم قمرٌ
يطل من شبابيكِ الخيال
كان عن الأنظار محظور.....
عثرت عليكِ وبيّ جفاء
وفراغٌ كان يملأ السطور..
التقينا تحت ظلال الشعر
نبتغي العشق ملاذا
وسجال مداه أياما و شهور....
أختم قصيدتي عند شفتيكِ
تأبى ألا تعود للخيال
ولشهد ثغركِ قافيتي تثور......
كأنكِ شمس و قلبي كوكبٌ
حول مدار أطيافكِ يغني
وفي حلقاتِ حنونة يدور.....
ماذا فعلتِ لقلبي الضعيف
ينبض شعرا و يهتز شوقا
حين عينيكِ لحلمي تزور....
أنتِ يا من أحببتها
وصار قلبي معتق بالوفاء
منذ مهد العثور....
ملأتِ حياتي بأجواء الهنا
ورحيق الحب كان عبقا
نتزين به لحظات الحضور....
أريدك حبا يسري بأوردتي
إذا أصابنا الغياب
والإحساس ابتلاه الفتور.....
أريدكِ وردةً لمزهرية قلبي
أسقيها ماء عشقٍ وعبيركِ
أنفاس الصبح والزهور....