الأحد، 12 مايو 2024

Hiamemaloha

أشواط من حنين للاديبة فاديا الصالح

 أشواط من حنين 


غفت على ركبتيها و شعرها الأسود المنسدل كشلال يصب في عمق وادي  سحيق كاضطراب حنينها .. ثمة أفكار تعبت في مخيلتها و هي تجوب و تجوب بلا جدوى بلا رجع لصدى تردادها  .. و أشياء من حنين له تكمن وراء كل الفوضى التي تعث داخلها  .  

و كتابه الذي تتصفحه  كل قليل .. و كأنها تتلمس رائحة أصابعه .. لتراه ينبثق من خلف الحروف و يخرج من رماد الكلمات .. لتلقي رأسها على ركبتيها مرة أخرى و قد غزا السهاد أطراف عينيها للمرة الألف . و بدا التعب جليا على ملامحها الوردية المشتاقة له ..

يدق هاتفها على غفلة ليوقظ سيوط القلب من التماهي وراء طيفه الحاضر الغائب ... فيطرد كل الشحوب و الألم  ..كل الدروب الضالة البعيدة عن جادة الصواب ..

يدق.. فتزهر يداها و تنبت البراعم على شفتيها ..و تتحول ركبتيها الى أشجار أعناب . .. متدلية ..

يدق.. فتنهض مواطن الحنين أكثر اشتعالا  ..و ينير جسدها الصغير إليه أكثر فأكثر ..

لتسمع صوتا طالما تاقت مسامعها  في الخلوات له .. كجرس المدرسة النحاسي يعلن نهاية أشواط  من حنين الطلاب و ذهابهم لعشهم الأول ..

كعودة الربيع بعد مأتم الأمطار الطويلة . 

أنه  صوت يوقظ داخلها ألاف لقصص  الحب ..؟ ألاف لمشاعر لم يتسن لها أن تدون على جسد الورق ..

و جيوش من الحنين الهائجة المتراكمة تملأ  أركان قلبها الصغير . 

أي كلمة يقولها هي شفاء .. 

و أي حرف ينطقه هو دواء ..

و أي جملة له هي سنفونية أزلية محرمة على النسيان ..

أي حنين اشتعل! .. و هبّ لهيبه فيها أكثر ؟ 

و أي حب استوطن فؤادها و نما كزهور نيسان داخلها ؟

رمم بصوته كل انكساراتها .. و رتق كل جيوب روحها  الممزقة ..

فاديا الصالح

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :