[[ دوماً لا يوماً ]]
بقلمي :سليم بابللي
من بحر الرمل
===========َ
أينعَ النّبراسُ من جوفِ الثرى
نشوةً ثارت على جفنِ الكرى
ترتدي عيداً لنيسانٍ علا
بهجةَ الأيامِ ما عينٌ ترى
أهدتِ الأطيارَ حِصناً آمناً
ما سعى الطغيانُ ظُلماً و افترى
أعزُمُ الأبطالِ صاغت لونَهُ
ثائرَ الفجرِ إلى الفجرِ سرى
و اعتلا تاجَ الأماني مُشرقاً
فيصلٌ للأرضِ عِزّاً أمطرَ
مِن دِماءٍ أقسمت نهجَ الفدا
دُرَّةَ الأيامِ في الدّهرِ اشترى
واثقاً بالنصر ما طالَ المدى
لاتنوح الروح في دأبِ الذُّرا
فارسٌ مُذ جالَ أو صال المُنى
سائر الأجواءِ مجداً عَطّرَ
فاضَ كالينبوعِ سِحراً وارفاً
في فيافينا ربيعاً أخضرَ
يمحقُ الغربانَ ما رامت أذى
أو جناحَ الضيمِ للعُشّ اعترى
يا جذوراً صارعت طوقَ الأسى
كم عتياً في روابيكِ انبرى
و انتشت منكِ القِسيُّ لمجدها
إن أتت ليلاً بسهمٍ نَوّرَ
دارُنا بالعزّ تربو و الحِمى
أيقنَ الغازي بها أو أنكرَ
ليسَ سِحراً أو نشاطاً عابراً
ينجلي الطّغيانُ عنها مُجبرا
في جديرِ الفعلِ كانت عبرةً
هاكُمُ الأيّامُ تروي ما جرى
إن بدا للصِّيدِسهلَ المُبتغى
جاءَ حُكمُ الدّهرِ دوماً أبصرَ
كم يُغَطّي الغيمُ سفحاً وازنا
أو غُبارٌ زَهوَ مَرجٍ كَدّرَ
ذاتَ ريحٍ كلُّ محتلٍّ جلا
و انجلا يأسٌ بِصُبحٍ أزهرَ
جاءَ صوتُ الشَّعبِ قولاً واحداً
حطَّمَ الأصفادَ و الذُّلَّ ازدرى
و ازدرى ما ساءَ أو ساءت يدٌ
جاءَ عُرساً للأماني أثمرَ
كم أتى في الدّهرِ ظُلمٌ دامسٌ
و المُهَنَّدُ للرُّبى كم طَهَّرَ
إنّها حالُ الدِّيارِ تواتراً
تُجلي غريماً أو تُعِدُّ لأكبَرَ
أرضُنا تُغزى و تُجلى دائماً
زندُها ما جاءَ ضيمٌ طَهَّرَ
ليسَ يوماً إنما دوماً لنا
كُلّما كَرّ الغريمُ و كَرَّرَ
سليم عبدالله بابللي