الخميس، 11 يوليو 2024

Hiamemaloha

أيا سلمى للشاعر د. سمير موقدة

 أيا سلمى تُمزِقُنا الحروبُ

         ووجهُ الصبحِ غطّاهُ الغروبُ


تضيقُ حُشاشتي والقلبُ يَلظى 

         مٍنَ الهجرانِ أضلاعي تذوبُ 


وهذي الحربُ تقتلُنا جميعاً

           فلا عشـقٌ تُداعبُهُ القلــوبُ 


وقومي مٍن رَحاها في فلولٍ

        لسانُ القومِ قد حانَ الهروبُ 


سألتُ الناسَ عنكِ ولستُ أدري 

          إذا ما قــد تفـرّقُنا الـدروبُ


ولا أدري إذا في القلبِ عشقٌ 

       وريحُ الشوقِ هل فيها هبوبُ


أيا سلمى فؤادي في جحيمٍ 

         ومن سُمِّ الأسى إنّي شَرُوبُ 


وهذي الحربُ لا تُبقي علينا 

         جياعٌ نحنُ تنهشُنا الخطوبُ

 

أيا سلمى تشتتنا جميعاً 

              وبعدَ الجرحِ نائبةٌ تنوبُ


أتلفَحُنا المصائبُ والمنايا 

          ويقتلُنا الشمالُ أو الجنوبُ 


وماذا عن غرامي في الليالي 

         أبعدَ الحربِ أعشقُ أم أتوبُ


أيا سلمى نعيشُ الدهرَ مُرّاً

     وجوعٌ في القطاعِ أتى يجوبُ


وجرحٌ في قلوبِ الناسِ نارٌ

           ودمعٌ في مآقيهم سَكوبُ


وهذي الأرضُ قاحلةٌ تُعاني 

         فما فيها الثمارُ ولا الحبوبُ


لقد أُخْبِرْتُ أنّكِ مِتِّ جوعاً

         ونابتكِ النحافةُ والشُّحوبُ


إذا دارتْ رَحًى للحربِ يوماً

       يموتُ العشقُ تنهشُهُ النيوبُ


سهامُ البعدِ تجري في فؤادي

          وهذا القلبُ تملؤُهُ الثقوبُ


بغزةَ كلُّ عشقٍ ماتَ قهراً

         وهذا القهرُ تنجبُهُ الحروبُ


فيا قوماً بأرضِ العُرْبِ شُلّوا

             كمركبةٍ تخللها العُطوبِ


فيا سلمى كرامُ العُرْبِ ماتوا 

        سجلُ العُرْبِ تملؤُهُ العيوبُ


فتباً للحروبِ أقولُ تباً 

      وسحقاً بعدَ أنْ نامتْ شعوبُ


أما في العُرْبِ قومٌ قد رأونا

      أما في العُرْبِ عنترةٌ غضوبُ


إذا آبتْ ليالي السِّلْمِ يوما 

        ليالي الأنسِ بعدَكِ لا تؤوبُ


أيا سلمى تُبَعْثِرُنا المآسي 

      ووجهُ الصبحٍ غطّاهْ الغروبُ 


د.سمير موقدة 

11_7_2024

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :