.............. الحقيقة والكذب ..............
أي معنى وأي دور لبشر يحمل عقلا بدون أفكارِ
وأي قيمة لكثير الكلام إن كان بلا مرامي وقرارِ
فتضطر أحيانا أن تسكت وتنصت لكلام الثرثارِ
ويضيع الوقت وقـد تنتهي الخرافة بفساد الحوارِ
******
فتعلم ألا تستمع وتجامل صاحب اللسان الطـويلِ
وهواة الكلام كثيرون وكل ما يقولون بدون دليلِ
ما يعـنيهم قول ما يستهـويهم ونشر القال والقـيلِ
ولو من باب الابتداع والتكرار والزيادة والتأويلِ
******
هناك بعض من الناس مغرم كثيرا بترويج البدعِ
وقد صار البعض يستعملها لغاية التحيل والخدعِ
ولا تنس أن البعض بإذاعة الأكاذيب شديد الولعِ
ويستريح لما يرى ما تحـدثه من التساؤل والهلعِ
******
ألسنا نحيا في زمن امتزجت فيه الحقيقة بالكذبِ
بتأثير فن الترويج والترغيب والتجميل والنصبِ
وقد تقع فريسة وأنت في أشد نشوة من التعجـبِ
ومن الصعب أن تنجو من فخ التلاعب والمقالبِ
******
لقد بات الزيف نهجا وبأيدينا نصنع جل المهالكِ
وصار الصدق تعبا ولا أحد يحبذ أريح المسالكِ
أجزم أن القيم تغيرت ولوث التطور جل المداركِ
ولا شك أننا قد دخلنا في أخطر وأبغض المعاركِ
******
يشتـد التسابق على تجديد علوم التصنيع ,الابتكارِ
فبكل وعي وبدونه نسـرع في نشر عوامل الدمارِ
والبراهين على إفساد البيئة لا تخفى عن الأنظارِ
فالجفاف والحرائق والأعاصير واختلال الأمطارِ
******
جميعها تنبئ بحصاد كبير من الكـوارث والشقاءِ
وربما تتنوع الفواجع والمتاعـب بصناعة الذكاءِ
وكأن ما تجود به الطـبيعة لا يشبع جشع العلماءِ
فانبروا في تلويث الـبر والبحار والمياه والهـواءِ
******
وستستمر معركة العلم في تخريب أسباب الحياةِ
إذ تحول العلم والتقنية والابتكار إلى أشنع ملهاةِ
وكل ملهاة إذا تجاوزت الحدود تنتهي إلى مأساةِ
ولعل ما نرى من فواجع يؤكد انسداد باب النجاةِ
.......... الهادي المثلوثي / تونس ..........