… أنخابُ وطَنْ ...
لـكَ الـتّـقـاديـرُ أفـراحٌ وأتـراحُ ولـيْ عـلى حالَـتَـيْـكَ الـعُـمْـرَ أقـداحُ
نخْـبٌ لصفْصـافَـةٍ في الـشّامِ مـورِقَـةٍ مهمـا يُـثـرثِـرُ خـلْـفَ الـبحـرِ أشـباحُ
نَخْـبٌ لـزيتـونَـةِ القُـرآنِ في دمِها نُـورُ الألـوهَـةِ فـالأوراقُ أرواحُ
نَـخْـبٌ يُـعَـلَّـى إلى ما ليس تشـرحُـهُ
أوجـاعُ غَ ـزَّ ةَ ما باحَـتْ وما باحـوا
تأبّى مُـعـاتَـبَـةَ الأعـرابَ وانتصرتْ
بِـمـا عـلى ذِمَّةِ الإنجـيلِ أصحـاحُ
نَـخْـبٌ لأرزِ جَـنـوبِ اللّهِ حكـمَـتُـهُ
في كلِّ مُـظْلِـمةٍ في الأرضِ مِصبـاحُ
كـأنَّ وقـفـتَهُـمْ والعـاديـاتِ ضُـحـىً
جَبـلٌ وهـلْ جَـبَـلُ الريحانِ يـنـزاحُ؟
نَـخْـبٌ على نخلَـةٍ في الطّـفِّ دمعـتُها تلْـويحَةٌ خلْـفَ أحبـابٍ لها راحـوا
نـخبيْ ونخْبُكَ مِنْ أفـياءِ خابـيَـةٍ روحُ الـشّـهـيـدِ بـهـا راقٍ وفـوَّاحُ
فأفْرِغِ الرُّوحَ مِنْ ذي الكأسِ يا وطني فالعـشْقُ ورَّدَ في خـدَّيْكَ والرَّاحُ
***
طيَّـرتُ عِـشْـقـيْ مـنـادِيلًا مُلَوَّنَـةً لـلبحـرِ أشـــرعَـةٌ لـلروضِ آقـاحُ
إذا كـتـمْـتُ فإسْـراريْ يُوَهِّجُـنـيْ بـعـضُ التّعَـشُّـقِ لا يُعلـيهِ إفْـصـاحُ
وإنْ أبـحـتُ فـسِـرُّ الوردِ مُـتَّـشِحٌ في حِضْـنِ أكمامِهِ والرِّيـحُ فضَّاحُ
بعضي تقمَّصَ منـكَ الكـرْمَ نشْوَتَـهُ فـفـي لسـانيَ طـيْـفُ الرّاحِ لمَّـاحُ
وبعضُ روحي على الوديانِ مُنْسكِبٌ فـطـارَ مِـنْ رئـتيْ حُـرٌّ وصـدَّاحُ
لكنَّ كُلِّيْ بِرَجْع (ِ الأُوفِ ) مُـنْسَـرِحٌ ما ناحَ شِعرًا على الأطلالِ نوّاحُ
فكيـفَ أسـمحُ أنْ يـلهـو بِمِديتِـهِ في جِـيْـدِ ظبْيـتِكَ السّـمراءِ سفَّاحُ
وكيفَ يُنْسَى الدّمُ الطِّفْلِيُّ مُنسَفِكًا وما حـليـبيْ إذا الذبَّـاحُ مُرتـاحُ!؟
***
بـهـذهِ الأرضِ شُــبَّـاكٌ وعاشِــقَـةٌ بـهـذهِ الأرضِ مِـحـراثٌ وفـلّاحُ
بهذهِ الأرضِ فـوقَ الـسّـفْـحِ راعيَـةٌ بـهـذهِ الأرضِ نـايـاتٌ وأفـراحُ
بهذهِ الأرضِ ليْـمـونٌ عـلى فَـنَـنٍ بـهـذهِ الأرضِ زيـتـونٌ وتُـفّـاحُ
وغـربَها البحـرُ هـلْ أبْصرتَ باخِـرةً الشّـمـسُ تـغـرُبُ والمَـلّاح لـوَّاحُ؟
أما سـمِعـتَ ثُـغـاءً والأذانَ معـًا والدّربُ خلْـفَ صبايا العَيْنِ قدَّاحُ؟ُ
أما رأيْـتَ جِـمـالًا مِـثْـلَ قـاطِـرةٍ تمشيْ صُعودًا وخَدُّ البدْرِ وضّاحُ؟
ألـمْ تُصادفْـكَ عـنْـدَ النّهـرِ فـاتِنَةٌ تُنظِّفُ الصُّـوفَ والمـوّالُ سـبّاحُ؟
أما سـألْـتَ عـنِ الأجـدادِ آبِـدَةً ؟ ألمْ يُسائـلْكَ أيـنَ الدّربُ سُيّـاحُ؟
ألـمْ تـرَ نخْلـةً كُلْـثـومُـها غَـزِلٌ الشّـوقُ جَرّتُها والرِّمْـشُ ذبّاحُ ؟
ألا يُـعاشُ لهذا الحُسْـنِ مُجْتمِعاً ألا تـطـيـرُ بـهـذا الجّـوِّ أرواحُ ؟
واللّهِ ياوطَـنَ الإنـسـانِ مجْـزرَةٌ خَشْفٌ و ذئْبٌ و أطفالٌ و تِمْساحُ !
***
ـ جبلُ الريحان: جبلٌ في جنوبِ لبنان
- القدّاحُ:الزهرُ عند تفتُّحهِ
الشّاعر حسن علي المرعي