قصاصاتٌ شعرية 189
طبيعتُنا منذُ الهُبوطِ شُرورُ
ومن أولِّ الخَلْقِ الدماءُ تفورُ
ولو لم يكنْ بالموتِ تُختتَمُ الورى
تطاحنَ من بعدِ الرمادِ قبورُ
وما قتلُ قابيلٍ لهابيلَ عارِضٌ
ولكنّما طينٌ لديهِ بذورُ
_
كَسَرَ الذئبُ قرْنَ ريمٍ جميلٍ
وهْو يصبو لكسرِ قرْنٍ ثانِ
بينَ قرْنيْهِ غابةٌ وفراتٌ
ثُمَّ نيلٌ تطفو بهِ الأماني
_
أما وظَّفَ العلمُ الوسائلَ كلَّها
لمحقِك إنساناً وتمزيقِ شملِنا
وما اخترعوا*الفيسَ المُسيطِرَ خدمةً
ولكن لتخريبِ النفوسِ بجيلِنا
وليسَ سوى عينٍ أداةَ تجسُّسٍ
على بحرِنا من بعدِ وادٍ وسهلِنا
أعدْنا إلهي للخيامِ وبيدِها
وللناقةِ البيضاءِ تظما لحملِنا
أعِدْنا لعصْرِ الجهلِ نَبْنِ حضارةً
ففي العلمِ مأسوفاً نهايةُ نسلِنا
لقد كانَ ذاكَ العصرُ أكثرَ أمْنَةً
فمِنْ فوقهِ شمسٌ ونخلٌ لظلِنا
أعِدْنا إلى عهدِ الحجارةِ والحصى
لنقدحَ من ثانٍ شرارةَ جهلِنا !
_
ربِّ
إنْ أُصيبَ * النتينُ بالسرطانِ
فأصبْ مَن يليهِ بالنقرزانِ
فسَفينُ الضلالِ أيضاً لهُ مِن
كلِّ شرٍّ ولعنةٍ زوجانِ
_
وما صدَّقَ القولَ الذي قيلَ مُطلقاً
بأنَّ جِراءَ الكلبِ في الحقلِ قد تصدحْ
ومن بعدِ حَكِّ الناسِ تجرُبةً رأى
وصدَّقَ : بعضُ الناسِ يُمكنُ أنْ تنبحْ .
_
في هذا البرد
خروجيَ من تحتِ اللحافِ مُشابِهٌ
خروجَ العروسِ البكْرِ من بيتِ أهلِها
ولي مدمعٌ بالبردِ يبكي كأنّهُ
مدامعُ أُمٍّ حينَ تبكي لنجلِها
سأخلعُ ثوبَ الشمسِ من خلفِ غيمةٍ
وأغتالُ قُطبَيِّ البرودِ لأجلِها
سأسرِقُ حطّابي وأسرِقُ فأسَهُ
وعندي ٱجتهاداتُ اللصوصِ لنيلِها
_
إلهي بذلْنا ما ٱستطَعْنا كما أمرتْ
فشِلنا وذا * ياهو بساعدِنا يَفُتْ
إلهي فأردفْنا ملائكةَ السما
فوحدَكَ بالأمرِ السماويِّ مَن يَبُتْ
فلا شيءَ في الدنيا بدونِكَ قائمٌ
إذا شئتَ يا ربي أردتَ لنا أردتْ
_
من حُبِّ أهلِ العاشقينَ بمدمعِ
خلَّوكَ يا بطلاً بِبُوزِ المدفعِ
تركوكَ وحدَكَ في العراءِ ضحيةً
للماكرِ المُتثعلبِ المُتقنِّعِ
تركوكَ حُرّاً للشجاعةِ مُلْهماً
تختارُ أجملَ مِيتَتينِ بمصرعِ
خصُوكَ وحدَك للأمانةِ حاملاً
تلدُ الشهادةَ إصبعاً من إصبعِ
رجعوا وراءَ التلِّ دونَ ظلالِهم
وأشارَ آمرُهم لها هيَّا ٱرجِعي !
محمد علي الشعار
10/1/2025