يا رب
محمد حسام الدين دويدري
.....................................
هذي يدي أسعى بها علّي أرى=نوراً يخلصني من الظلماءِ
علّي أرى أملاً يُشِعّ بنوره=ويذيب في الدنيا جذور شقائي
هل من طريقٍ يا رحيم أجوبه=بل هل دواء يُصطَفى لشفائي...؟
غير الصلاة على النبي محمّدٍ=والسعي أبغي طاهر الأرجاء
وسلوك دربٍ صادق فيه التُقى=سرّ الخلاص لسائر الأحياءِ
وطَّنتُ نفسي أن أكون مُحَصَّناً=في كَسبِ قوتي دونما إيذاء
أقسمتُ أنْ أجني ثمار عزيمتي=وأزين بالكسب الحلال ردائي
وأزيد في كسب النقود توجسي=من كل شكٍّ في الزمان النائي
لكنْ أرى أحوال خلقك قد غدت=ترجو المكاسب دون أي عناء
هم يزدرون مبادئاً سادت بها=آباؤنا في عزّة ووفاء
ويرون في عرف المصالح مرتعاً=خصباً لكسب جامح الأصداء
حاشا أبوء بمثل ماباؤوا به=لكنني أفردت في قفرائي
فجلست بين الحزن أدعو خالياً=أن تستزيد عزيمتي بمضائي
وأصيح يا رب اهدني والطف بهم=واحفظ يقيني خالصاً بنقاءِ
مالي أرى قلبي جريحاً مثقلاً=بالحزن أحسو المرّ في أحشائي
وأنا أصدّ وساوس الشيطان بالـ=صبر المتين وحكمة البلغاء
وأرى فؤادي قد أنير ولم يزلْ=يهفو لعفوك رافض الإقصاء
يارب إني قد أتيتك طالباً=عزماً يؤيّد مقصدي وعطائي
وسجدن في ذلّ الكليم مناجياً=متوسلاً حاشا يخيب رجائي
عبدٌ أنا قد جئت يحتطب الرجا=رباه فرّج كربتي وبلائي
رباه يسّر كل خير واهدني=للحمد في السرّاء والضرّاء
............................
حلب 1978
من مجموعة قصاصات على شواطئ الزمن