الأربعاء، 16 يوليو 2025

Hiamemaloha

خلف الجدار للشاعر معز ماني

 خلف الجدار ...

ورائي جدار في دمي ظل الأسى

وأمامي المجهول يسخر إن وعى

تطوي الخطى قلقي وتسقط لهفتي

في حفرة فيها المجاز بلا مدى

يا ساهر العينين هل في الليل شيء

سوى سؤال كل معناه المدى ؟

هل في العبور إلى النهار نجاة من

خوف الحياة وسيف فقد قد بدا ؟

أنا من حملت من الشكوك حقيبة

وفيها وجوه العمر مرّت وانطفى

أنا من وقفت أمام مرآة الأسى

فرأيت وجهي كله قلق سما

تتزاحم الأفكار في رأسي ولا

تبقى سوى همم تئن بلا صدى

ما بين شهيق الصمت نبضي يرعد

والوقت يعبث باليقين إذا انقضى

ما قيمة الإنسانِ في دوّامة ؟

إن لم يزل في النفس حزن وارتجى

هل يرجع العقل السكون بمهرب

أم أنه في التيه قد ضل السّرى ؟

القلق نار في الضلوع إذا سرت

أحرقت ذاتك لا الجدار ولا المدى

وترى الوجوه كأنّها طيف الأسى

وتخاف حتى من سلام لو دنا

تمضي الحياة كأنّها وجهان

وجه يزيف والثّاني اعتلى

كل الوجوه مرايا خوف دائم

تغريك ثمّ تريك طيفا فانطفى

أنا لا أرى بابا ولا دربا نقيا

كل الدروب نهايتها صمت، جَفا

جدراننا ليست من الطوب إنّها

خوف تشيّده النفوس بلا نوى

لكن ...

حين أرخي في السكون عباءتي

وأخلع الأثقال والهمّ والردى

أبصر بداخلي اتّساعا هائلا

وكأنّني بالله صرت كما أرى

فأنا الغريق إذا عصيت تساهلي

وأنا النجاة إذا رضيت بما مضى

ما عدت أسعى للسيطرة إنّما

أمشي مع الأقدار حيث هي ارتضى

كل الذي نخشاه وهم زائل

والحكمة العليا بأنّا من فنا

فارحل عن الخوف المقيّد إنه

باب إذا فتح السكون بدا الرّبى

أنا من يقين القلب أرسم رحلتي

إن ضاق دربي فالعزيمة ما انطفى

ما خلف هذا الجدار روح حرة

تمضي وتولد كلّ يوم من شذى ...

بقلمي : معز ماني .


Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :